وجُمَادَى كحُبَارى : مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ العرَبِيَّة . وهما جُمَادَيانِ فُعَالى من الجَمْد مَعْرفَةٌ لكونها علَماً على الشَّهْر مُؤنَّثَة سُمِّيَتْ بذلك لجمُودِ الماءِ فيها عند تَسمية الشُّهُورِ . قال الفرَّاءُ : الشُّهُور كلّها مُذَكّرة إِلاّ جُمادَيَينِ فإِنّهما مُؤنّثان . قال بعضُ الأَنصار : .
إِذا جُمَادَى مَنعَتْ قَطْرَها ... زَنَ جِنَانِي عَطَنٌ مُغْضِفُ يَعني نَخْلاً . يقول : إِذا لم يكن المطرُ الّذي به العُشبُ يَزين مَواضعَ النّاسِ فجِنَاني مُزيَّنة بالنَّخل . قال الفرَّاءُ : فإِنْ سِمعتَ تذكيرَ جُمَادَى فإِنَّما يُذهب به إِلى الشهْر . ج جُمَاديَاتٌ . على القياس ولو قيلَ جِمَادٌ لكان قِياساً . ورُوِيَ عن أَبي الهَيْثَم جُمادَى خَمْسَةٍ هي جُمَادَى الأُولَى وهي الخامِسة من أَوَّل شُهور السَّنَة وجُمَادَى سِتّةٍ هي جَمادَى الآخِرَةُ وهي تَمامُ سِتّة أَشهُرٍ من أَوّل السَّنة ورَجَب هو السّابعُ قال لبيد : .
حتَّى إِذا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ ... جَزَآ فطَالَ صِيَامُه وصِيامُهَا هي جُمادَى الآخِرةُ . وفي شرْح شَيْخِنا ناقلاً عن الغَنَويّ عن ابن الأَعرابيّ بإِضافة جُمادَى إِلى سِتّة وقال : أَرادَ سِتَّةَ أَشْهرِ الشِّتاءِ وهي أَشهُرُ النَّدَى . وكان أَبو عَمْرٍو الشّيبانيّ يُنشده بخَفضِ سِتَّةٍ ويقول : أَرادَ جُمَادَى سِتَّةِ أَشْهرُ فعرّف بجُمادَى . ورَوَى بُنْدَار بنصب سِتّة على الحال أَي تتمّة سِتَّةٍ على الحال أَي تتمّة سِتَّةٍ أَراد الآخِرَة . وقال أَبو سَعيد : الشتاءُ عند العرب جُمَادَى لجُمود الماءِ فيه . وأَنشد للطِّرِمّاح .
لَيلةٌ هاجَت جُمادِيّةٌ ... ذَاتُ صِرٍّ جِرْبِياءُ النِّسَامْ أَي ليلة شَتَوِيَّة . وعن الكسائيّ : ظَلَّت العينُ جُمَادى أَي جامِدَةً لا تَدْمَعُ وأَنشد .
مَن يَطْعَمِ النَّوم أَو يَبِتْ جَذِلاً ... فالعيْنُ منِّي للْهَمِّ لم تَنَمِ .
تَرْعَى جُمَادَى النَّهارَ خاشعةً ... والليلُ منها بَوادِقٍ سَجِمِ أَي تَرعَى النهار جامدةً فإِذا جاءَ الليلُ بَكتْ . وعَينٌ جمُودٌ كصَبور : لا دَمْعَ لها . ورَجلٌ جامِدُ العَينِ : قليلُ الدَّمعِ وهو مَجاز . وفي المحكم : الجُمْدُ بالضّمّ وبضمّتين مثْل عُسْر وعُسُر والجَمَد بالتحريك : ما ارْتَفعَ من الأَرضِ . ج أَجمادٌ وجِمادٌ الأَخير بالكسر مثْل رُمْح وأَرمَاح ورِمَاح . ومَكانٌ جُمُدٌ : صُلْبٌ مُرتَفِع . قال امرؤ القَيْس : .
كأَن الصُّوار إِذْ يُجاهِدنَ غُدْوَةً ... على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولُ بأَجْلالِ