الجَرَد بالتَّحْرِيك : د هكذا في سائر النُّسخ . وفي الصّحاح : اسم مَوضعٍ ببلادِ تَمِيمٍ والقَصِيمُ نَبْتٌ وقيل مَوضعٌ بعَينه مَعروف في الرِّمال المتَّصلة بجِبالِ الدَّهْنَاءِ . والجَرَدُ محرّكَةً : عَيْبٌ م أَي معروف في الدَّوَابِّ أَو هو بالذَّال المعجمة وقد حكى ذلك . والفِعل منه جَرِدَجَرَداً . قال ابن شُميل : الجَرَدُ : وَرَمٌ في مُؤَخَّر عُرْقُوبِ الفَرَسِ يَعْظُم حتّى يَمنَعَهُ المَشْيَ والسَّعْيَ . وقال أَبو منصور : ولم أَسمعْه لغيره وهو ثِقَةٌ مأْمونٌ . والجَارُودُ : المشئومُ بالهمزة وفي بعض النّسخ المشتوم من الشَّتْم . وهو مَجَاز كأَنّه يَجْرُد الخَيْرَ لشُؤْمه . وفي الِّلسان : الجَرْدُ أَخْذُكَ الشْىءَ عن الشَّيْءِ حَرْقاً وسَحْقاً ولذلك سُمِّيَ المشئومُ جاروداً . والجارُودُ لَقَبُ بِشْرِ بن عَمرو بن حَنَش بن المُعَلَّى من بني عبد القيس العَبْديِّ الصحابيّ رضي اللّه عنه كُنْيته أَبو المُنْذر وقيل أَبو غِياث وهو أَصحُّ وضبطَه عبد الغَنيّ أَبو عتّابٍ وذكرهما أَبو أَحمدَ الحَاكم له حديث وقُتِلَ بفارِسَ في عقَبَةِ الطِّينِ سنةَ إِحدى وعِشرِين وقيل بنَهاوَنْدَ مع النُّعْمَانِ بن المُقرِّن سُمِّيَ به لأَنَّه فَرَّ بإِبلِهِ الجُرْدِ أَي الّتي أَصابَهَا الجَرَدُ إِلى أَخوالِهِ من بني شَيبانَ ففَشَا ذلك الدَّاءُ في إِبلِهَم فأَهْلَكَهَا . وفيه يقول الشاعر : .
" لقَدْ جَرَدَ الجارُودُ بَكْرَ بنَ وَائِلِ ومعناهُ شُئِمَ عليهم وقيل : استأْصل ما عندَهم . والجَارُودِيَّة : فِرْقةٌ من الزَّيْديَّة من الشِّيعَة نُسِبَتْ إِلى أَبي الجارودِ زيادِ بن أَبي زِيادٍ وفي بعض النُّسخ ابن أَبي زِياد . وأَبو الجارود هو الّذي سمَّاه الإِمَامُ الباقرُ سُرحُوباً وفَسَّره بأَنّه شيطانٌ يَسكْن البَحْرَ . مِن مَذهَبِهِم النصُّ من النّبيِّ صلَّى اللّه عليه وسلّم على إِمامة عليٍّ وأَولاده وأَنَّه وَصَفَهم وإِنْ لم يُسمِّهم وأَنَّ الصحابَةَ رضي اللّه عنهم وحَماهم كَفَروا بمخالَفَتِه وتَرْكِهم الاقتداءَ بعليٍّ رضي اللّه عنه بعد النّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم . والإِمامةُ بعد الحَسن والحُسين شوُرَى في أَولادهما فمَنْ خَرَجَ منهم بالسَّيْف وهو عالمٌ شُجاعٌ فهو إِمامٌ . نقله شيخُنَا في شرْحه . ومن المَجاز : ضرَبَهُ بجريدةٍ . الجَريدَةُ هي سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ الجَريدةُ للنّخلةِ كالقَضِيب للشَّجرة أَو الجَريدةُ هي التي تُقَشِّرُ من خُوصِها كما يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه والجمعُ جَريدٌ وجائدُ وقيل هي السَّعَفَة ما كانتْ بلُغةِ أَهْل الحِجاز . وفي الصّحاح : الجَريد : الذي يُجْرَد عنه الخُوصُ ولا يُسمَّى جَريداً ما دَامَ عليه الخُوصُ وإِنَّمَا يُسَمَّى سَعَفاً . ومن المَجاز : الجَرِيدَةُ : خَيلٌ لا رَجَّالَةَ فيها ولا سُقّاط . ويقال : نَدَبَ القائدُ جَرِيدَةً من الخَيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً . قال ذو الرُّمَّة يَصفُ عَيْراً : .
يُقَلِّب بالصَّمَّانِ قُوداً جَرِيدةً ... تَرَامَى بهِ قِيعَانُه وأَخَاشِبُهْ ويقال جَريدةٌ من الخَيْل للجَماعةِ جُردَت من سائرها لوَجْهٍ كالجُرْدِ بالضّمّ . والجَرِيدة : البَقيَّةُ من المال . ومن المَجاز أَشأَمُ من جَرَادَةَ الجَرَادَةُ امرأَةٌ وهي قَيْنَةٌ كانت بمكّةَ ذكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجالاً بعَثَهُم عادٌ إِلى البَيت يَستسقون فأَلْهتْهم عن ذلك وإِيّاهَا عنَى ابنُ مُقْبِلٍ بقوله : .
سِحْراً كما سَحَرتْ جَرَادَةُ شَرْبَها ... بغُرُورِ أَيّامٍ ولَهْوِ لَيالِي