وأَصلُ القَرْوِ القَصْدُ انتهى . ومُقْرَأٌ كمُكْرَمٍ هكذا ضبطه المُحدِّثون وفي بعض النُّسخ إشارة إلى موضع باليمن قريباً من صنعاءَ على مرحلةٍ منها به معدِن العَقيقِ وهو أَجودُ من عَقيقِ غيرِها وعبارة المحكم : بها يُعملُ العَقيقُ وعبارة العُباب : بها يُصنع العَقيقُ وفيها مَعْدِنُه قال المَناوي : وبه عُرف أَنَّ العقيقَ نوعان مَعْدِنِيٌّ ومَصْنوعٌ وكمَقْعَدٍ قريةٌ بالشام من نواحي دمشق لكنَّ أَهلَ دمشقَ والمُحدِّثون يضُمُّونَ الميم وقد غَفَل عنه المصنِّف قاله شيخُنا منه أَي البلد أَو الموضع المُقْرَئِيُّونَ الجماعة من العُلماء المُحَدِّثين وغيرِهم منهم صُبَيح بن مُحرِز وشدَّاد بن أَفلح وجميع بن عَبْد وراشد بن سَعْد وسُوَيد بن جَبَلة وشُرَيح بن عَبْد وغَيْلان بن مُبَشِّر ويونُس بن عثمان وأَبو اليَمان ولا يُعرف له اسمٌ وذو قرنات جابرُ بن أَزَذَ وأُمُّ بكرٍ بنتُ أَزَذَ والأَخيران أَوردَهما المُصنِّف في الذال المعجمة وكذا الذي قبلهما في النون وأَمَّا المنسوبون إلى القَرْيَةِ التي تحتَ جَبَل قاسِيونَ فمنهم غَيْلانَ بن جعفر المَقْرِئيّ عن أَبِي أُمامة ويَفْتَحُ ابنُ الكلبيِّ الميمَ منه فهي إذاً والبَلْدَةُ الشَّاميَّة سَواءٌ في الضَّبْط وكذلك حكاه ابنُ ناصرٍ عنه في حاشية الإكمال ثمَّ قال ابنُ ناصرٍ من عندِه : والمحدِّثونَ يقولونه بضمِّ الميم وهو خطأٌ وإِنَّما أَوْرَدْتُ هذا فإنَّ بعضاً من العلماءِ ظَنَّ أَنَّ قولَهُ وهو خطأٌ من كلام الكلبيّ فنقَلَ عنه ذلك فتأَمَّلْ . والقِرْأَةُ بالكسر مثل القِرْعة : الوباءُ قال الأَصمَعِيّ : إِذا قَدِمْتَ بِلاداً فمَكَثْتَ فيها خمسَ عشرَةَ ليلةً فقد ذَهَبَتْ عنكَ قِرْأَةُ البلادِ وقِرْءُ البلادِ فأمَّا قولُ أَهْلِ الحجازِ قِرَةُ البلادِ فإنَّما على حذف الهمزة المُتحرِّكة وإلقائِها على الساكِن الذي قَبْلَها وهو نوعٌ من القياس فأَمَّا إِغْرابُ أَبِي عُبَيد وظنُّه إِيَّاها لغةً فخطأٌ كذا في لسان العرب وفي الصحاح أَنَّ قولَهم قِرَةٌ بغير همزٍ معناه أَنَّه إِذا مَرِضَ بها بعدَ ذلك فليس من وباءِ البلادِ قال شيخنا : وقد بقي في الصحاح ممَّا لم يتعرض له المصنف الكلام على قوله تعالى " إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَه " الآية . قلت : قد ذكر المُؤَلِّف من جُملةِ المصادر القُرآنَ وبيَّنَ أَنَّه بمعنى القِراءةِ فَفُهم منه معنى قوله تعالى " إِنَّ علينا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ " أَي قِراءَتَهُ وكتابه هذا لم يتكفَّلْ لبيانِ نُقُولِ المُفَسِّرين حتَّى يُلْزِمَه التَّقصيرَ كما هو ظاهرٌ فليُفْهَم . واسْتَقْرَأَ الجَمَلُ النَّاقَةَ إِذا تارَكَها ليَنْظُرَ أَلَقِحَتْ أَمْ لا . عن أَبِي عُبيدة : ما دامَتِ الوَديقُ في وِداقها فهي في قُرُوئِها وأَقْرَائِها . وممَّا يستدرك عليه : مُقْرَأَ بن سُبَيْع بن الحارث بن مالك بن زيد كمُكْرَم بَطْنٌ من حِمْيَرٍ وبه عُرف البلَدُ الذي باليمن لنُزوله ووَلدِه هناك ونقل الرشاطي هن الهَمْداني مُقْرَى بن سُبَيْع بوزن مُعْطى قال : فإذا نسبْتَ إليه شدَّدْتَ الياءَ وقد شُدِّدَ في الشعر قال الرشاطي وقد ورد في الشعر مهموزاً قال الشاعر يخاطب مَلِكاً : .
ثمَّ سَرَّحْتَ ذا رُعَيْنٍ بجَيْشٍ ... حَاشَ من مُقْرَئٍ ومن هَمْدانِ وقال عبد الغنيّ بنُ سعيد : المحدِّثون يكتبونه بأَلِفٍ أَي بعد الهمزة ويجوز أن يكون بعضُهم سهَّلَ الهمزة ليوافقَ هذا ما نقله الهمدانيُّ فإنَّه عليه المُعَوَّلُ في أَنساب الحِمْيَرِيِّينَ . قال الحافظ : وأَما القَرْيَةُ التي بالشَّأم فأَظُنُّ نَزَلَها بنو مُقْرَئٍ هؤلاءٍ فسُمِّيَتْ بهم .
ق ر ض أ .
القِرْضِئُ مهموز كزِبْرِجٍ أَهمله الجوهريّ وقال أَبو عمرٍو : هو من غَريبِ شجرِ البَرِّ شَكْلاً ولوْناً وقال أَبو حَنيفة : يَنْبُتُ في أَصلِ السَّمُرَةِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ وزَهْرُه أَشدُّ صُفْرَةً من الوَرْسِ ووَرَقُه لطيفٌ دَقيقٌ . فالمصنِّف جمعَ بينَ القَوْلَيْنِ واحدته قِرْضِئَة بهاءٍ .
ق س أ .
قُسَاءٌ كغُرابٍ : موضعٌ ويقال فيه : قَسًى ذكره ابنُ أَحمر في شِعره :