ثم وَجَدُوا بعدَهُمْ أَحْرفاً ليستْ من أَسمائهم وهي الثاءُ والخاءُ والذال والضاد والظاءُ والغين يجمعها قولك ثَخَذْ محرَّكَةً ساكِنة الآخِر ضَظَغْ بالضَّبط المذكور وفي بعض الروايات ظَغَشْ بالشين بدل الغين فسمَّوْهَا الرَّوادف . وقال قُطرُب : هو أَبو جاد وإِنّما حُذفت وَاوه وأَلفه لأَنّه وُضِعَ لدلالة المتعلّم فكُرِه التَّطويلُ والتّكرار وإِعادة المِثْل مرّتين فكتبوا أَبجد بغير واوٍ ولا أَلف لأَنّ الأَلف في أَبجد والواو في هوّز قد عُرِفَت صُورتُهما وكل ما مَثِّل من الحروف استُغْنِيَ عن إِعادَتْه . كذا في التكملة وقد سَرَدَ نصَّ هذه العبارة أَبو الحجّاج البَلويُّ في أَلف با أَيضاً ثم الاختلاف في كونها أَعجميّات أَو عَربِيّاتٍ كثير فقيل إِنّها كلّها أَعجميّات كما جَوَّزه المبرّد وهو الظاهِر ولذلك قال السِّيرافيّ : لا شكَّ أَنّ أَصلهَا أَعجميّة أَو بعضها أَعجميّ وبعضها عربيّ كما هو ظاهرُ كلامِ سيبويه وغير ذلك مما ذكرَه الرَّضيّ وغيره ووسَّعَ الكلامَ فيها الجَلالُ في المُزْهِر . قلْت : وبقِيَ إِن كان أَبءجَد أَعجميّاً كما هو رأْيُ الأَكثَر فالصَّوَاب أَن همزته أَصليّة وأَن الصواب ذِكْره في فصل الهمزة كما أَشار إِليه شيخنا . وجزم جماعَةٌ بأَن أَبجد عربيٌّ واستدلوا بأَنَّه قيل فيه أَبو جادٍ بالكُنية وأَنَّ الأَب لا شكّ أَنّه عربي . وجاد من الجُود وهو قول مرجوح . ومما يستدرك عليه : أَصْبَحَت الأَرْضُ بَجْدَةً واحدةً ؟ إِذا طَبَّقَهَا هذا الجرادُ الأَسْوَدُ . وبِجَادٌ بالكسر اسْم رَجلٍ وهو بِجَاد بن رَيْسَان . وفي الأَساس : لَقِيتُ منه البَجَادِيَ أَي الدَّوَاهَيَ . وبِجَاد : اسمٌ لثلاثِ قَبائلَ : في عَبْسِ وفي شيبَان وفي هَمْدان ذكرَها الوزيرُ أَبو القَاسم المغربيّ . وبُجْدَانُ كعُثْمَان : مَوضعٌ بين الحَرَمَين قد جَاءَ ذِكرُهُ في الحديث . والبِجَادَةُ : ماءَهٌ لبِني كعْبِ بن عَبْد بن أَبي بكرِ بن كِلابٍ . قلْت : وبِجَاد من وَلَدِ سَعْدِ بن أَبي وَقّاص منهم أَبو طالبٍ عُمَر بن سعْد بن إِبراهيمَ بنِ محمّد بن بِجَادِ ابن مُوسى بن سعد بن أَبي وَقّاصٍ . وأَبو البِجَاد شاعرٌ سُمِّيَ بَبيتٍ قاله : .
فوَيلُ الرَّكْبِ إِذْ آبُوا جِياعاً ... ولا يَدرُون ما تَحتَ البِجَادِ وثُمَامَة بن بجَادٍ ورَبيعةُ بن عامِر ابن بِجادٍ ذُكِرَا في الصّحابة وكذا عَمْرُو بنُ بِجادٍ .
بخند .
البَخَنْدَاةُ كعَلَنْدَاةٍ من النِّسَاءِ : المرأَةُ التَّامَّةُ القَصَبِ الرّيَّاءُ كالخَبَنْدَاةَ . وفي حديث أَبي هُريرةَ أَنَّ العَجَّاجَ أَنشده : .
قامتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَن تَصْرمَا ... سَاقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا كالبَخَنْدَي والخَبَنْدَي والياءُ للإِلحاق بسَفرْجل . ج بَخَانِدُ وخَبَانِدُ . وابْخَنْدَي البَعِيرُ : عَظُمَ كاخْبَنْدَي وبَعِيرٌ مُبْخَنْدٍ ومُخْبَنْدِ . وابْخَنْدَت الجاريةُ : تَمَّ قَصَبُها كاخْبَنْدَت .
بدد .
بَدَّدَه تَبْدِيداً : فَرَّقَه فتَبَدّدَ : تَفرَّقَ . يُقال : شَمْلٌ مُبَدَّد . وتَبَدَّدَ القَومُ : تَفرَّقُوا . وبَدَّه يَبُدُّه بَدّاً : فَرَّقه . وبَدَّدَ زَيدٌ : أَعيَا أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد نقله الصاغَابيّ . وجَاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ وذَهب القَومُ بَدَادِ بَدَادِ أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ . قال حسّان بن ثابت وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ فرَدُّوا السَّرْحَ وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ جَدُّ عبدِ اللّه بن مَسْعَدةَ فقال حسّان : .
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا ... سَلْمٌ غَداةَ فَوارِسِ المِقْدَادِ .
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَحْفَلاً ... لَجِباً فشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ