كنَصَرَه عن الزجاجي كذا في لسان العرب فلا يقال أنكرها الجماهير ولم يذكرها أحدٌ في المشاهير كما زعمه شيخنا ومَنَعَه قَرْءاً عن اللّحيانيّ وقِراءةً ككِتابةٍ وقُرآناً كعُثْمان فهو قارِئٌ اسم فاعل من قومٍ قَرَأَةٍ كَكَتبةٍ في كاتبٍ وقُرَّاءٍ كعُذَّالٍ في عاذلٍ وهما جَمْعانِ مُكَسَّرانِ وقارِئينَ جمع مذكر سالم : تَلاهُ تَفْسيرٌ لِقَرأَ وما بعده ثم إن التِّلاوةَ إمَّا مُرادِفٌ للقراءة كما يُفْهم من صَنيع المُؤَلِّف في المعتلّ وقيل : إن الأصل في تَلا معنى تَبِعَ ثمَّ كَثُر كاقْتَرَأه افتَعَل من القراءة يقال اقْتَرَأْتُ في الشعر وأقْرَأْتُه أنا وأقْرَأَ غيرَه يُقْرِئه إقراءً ومنه قيل : فلانٌ المُقْرِئُ قال سيبويه : قَرأَ واقترأَ بمعنًى بِمنزلةِ عَلا قِرْنه واستعْلاهُ وصَحيفةٌ مَقْروءةٌ كمَفعولة لا يُجيز الكسائيُّ والفرَّاء غيرَ ذلك وهو القياس ومَقْرُوَّةٌ كمَدْعُوَّة بقلبِ الهمزةِ واواً ومَقْرِيَّةٌ كمَرْمِيَّةٌ بإبدال الهمزة ياءً كذا هو مضبوطٌ في النُّسخ وفي بعضها مَقْرِئَة كمَفْعِلَةٍ وهو نادرٌ إِلاَّ في لغةِ من قال : قَرِئْتُ . وقَرَأْتُ الكِتابة قِراءةً وقُرْآناً ومنه سُمِّيَ القُرْآنُ كذا في الصحاح وسيأتي ما فيه من الكلام وفي الحديث " أقْرَؤُكُمْ أُبَيٌّ " قال ابن كثيرٍ : قيل : أرادَ : من جماعةٍ مَخصوصين أو في وقتٍ من الأوقاتِ فإن غيرَه أَقرَأُ منه قال : ويجوز أن يُريد به أكثرهم قِراءةً ويجوز أن يكون عامًّا وأنه أقْرَأُ أصحابِه أَي أتْقَنُ للقُرآن وأحفظُ . وقارَأَهُ مُقارَأَةً وقِراءً كَقِتالٍ : دارَسَه . واسْتَقْرَأَه : طَلَب إليه أن يَقْرأَ . وفي حديث أُبيٍّ في سورَةِ الأحزاب : إن كنَتْ لَتُقارِئُ سورَةَ البَقَرَة أو هي أطوَلُ . أَي تُجاريها مَدى طولِها في القِراءةِ أو أنّ قارِئَها لَيُساوي قارِئُ البَقَرَة في زمنِ قِرائتها وهي مُفاعلةٌ من القِراءة . قال الخطَّابيّ : هكذا رواه ابن هاشمٍ وأكثرُ الرِّوايات : إن كانت لَتُوازي . والقَرَّاءُ كَكَتَّانٍ : الحَسَنُ القِراءةِ ج قَرَّاءونَ ولا يُكَسَّر أَي لا يُجمع جَمعَ تكسير والقُرَّاءُ كَرُمَّانٍ : الناسك المُتَعَبِّد مثل حُسَّانٍ وجُمَّالِ قال شيخنا : قال الجوهريُّ : قال الفرَّاء : وأنشدني أَبو صَدَقَة الدُّبَيْريُّ : .
بَيْضاءُ تَصْطادُ الغَوِيَّ وتَسْتَبي ... بالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِمِ القُرَّاءِ انتهى . قلت : الصحيحُ أنه قولُ زَيدٍ بن تُرْكٍ الدُّبَيْريّ ويقال : إن المراد بالقُرَّاء هنا من القِراءةِ جَمعُ قارِئٍ ولا يكون من التَّنَسُّكِ وهو أحسنُ كذا في لسان العرب وقال ابن بَرِّيٍّ : صوابُ إنشاده بَيْضاءَ بالفتح لأن قَبْلَه : .
ولَقَدْ عَجِبْتُ لِكاعِبٍ مَوْدونَةٍ ... أطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ