نَضَحَ البَيْتَ يَنْضِحُهُ بالكسر نَضْحاً : رَشَّه وقيل رَشَّه رَشّاً خَفيفاً . قال الأصمعيّ : نَضَحْتُ عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابَهُ نَضْحٌ من كذا . وقال ابن الأَعرابيّ : النَّضْح ما كان على اعتماد وهو ما نَضْحَته بيَدِكَ معْتمِداً . والنَّاقَةُ تَنضَح ببَوْلها والنَّضْخُ ما كانَ على غَير اعتمادٍ وقيل : هما لُغتان بمعنًى واحدٍ وكلّه رَشٌّ . وحكَى الأَزهريّ عن اللّيْث : النَّضْح كَالنَّضْخ رِبَّمَا اتَّفَقَا وربّمَا اختلفا وسيأْتي . ومن المجاز : نضَحَ الماءُ عَطَشَه يَنْضِحُه : بَلَّه وسَكَّنَه أَو رَشَّه فذَهبَ به أَو كاد أَن يَذهب به و نَضَحَ الرِّيِّ نَضْحاً : رَوِيَ أَو شَرِب دُونَ الرِّيِّ ضِدٌّ . وفي التهذيب : نضَحَ الماءُ المالَ يَنضِحُه : ذَهَبَ بعطَشه أَو قَارَبَ ذلك . قال شيخُنا : قضيّة كلام المصنّف كالجوهريّ أَنّ نَضَحَ يَنْضح رَشَّ كضَرَب والأَمرُ منه كاضْرِب وفيه لغة أُخْرَى مشهورة كمنَع والأَمر انضَحْ كامنَعْ حكاه أَرباب الأَفعال والشِّهاب الفيَوميّ في المصباح وغيرُ واحدٍ . ووقعَ في الحديث انضحْ فَرْجَكَ فضبَطه النَّوويُّ وغيره بكسر الضّاد المعجمة كاضرِب وقال : كذلك قيَّه عن جمْع من الشُّيُوخ . واتَّفق في بعض المجالسِ الحديثيّة أَنّ أَبا حَيّان رحمه اللّه أَملَى هذا الحديثَ فقَرَأَ نضَحْ بالفتح فردّ عليه السِّراجُ الدّمنهُوريّ بقول النّوويّ فقال أَبو حيّان : حَقّ النَّوويّ أَن يستفيد هذا منّى وما قُلْتُههو القِيَاسُ . وحكى عن صاحب الجامع أَنَّ الكَسْر لغة وأَن الفتح أَفصَحُ ونقله الزَّركشيّ وسلَّمَه . واعتمَد بعضُهم كلامَ الجوهَرِيّ وأَيّد به كلاَمَ أَبي حيّان . وهو غير صحيح لما سمعْت من نقْله عن جماعةٍ غيرهم . واقتصارُ المصنّف تبعاً للجوهَرِيّ قُصُورٌ والحافظ مقدَّم على غَيْرِه واللّه أَعلَمُ انتهى . ونضَحَ النّخْلَ والزّرعَ وغَيرَهما : سَقَاهَا بالسَّنِيَة . وفي الحديث ما سُقِيَ من الزَّرْع نَضْحاً ففيه نِصْفُ العُشْرِ يريد ما سُقِيَ بالدّلاءِ والغُرُوب والسواني ولم يُسْقَ ويقال : فلانٌ يَسقِي بالنّضْح وهو مصدرٌ . ومن المجاز نَضَحَ فثلاناً بالنَّبْل نَضْحاً : رَمَاه ورَشَقَه . ونَضْحْنَاهم نَضْحاً فَرَّقْناه فيهم كما يُفَرّق الماءُ بالرَّشّ . وفي الحديث أَنّه قال للرُّماة يوم أَحُدٍ انضِحُوا عنَّا الخَيْلَ لا نُؤْتَي مِنْ خَلْفِنا أَي ارمُوهُم بالنُّشَّاب . ومن المجاز : نَضَحَ الغَضَا : تَفطَّرَ بالورق والنباتِ . وعَمَّ بعضُهم به الشَّجَرَ فقال : نَضحَ الشَّجَرُ نَضْحاً : تَفَطَّر ليُخْرُجَ وَرقُه قاله الأَصْمعيّ . قال أَبو طالب ابن عبد المطّلب : .
بُورِكَ الميِّتُ الغرِيبُ كما بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتونُ وفي اللسان : فأَمّا قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقدَمَ فجمَع نَضْحَ الشَّجَرِ على نُضوحٍ لأَنّ بعضَ المصادر قد يُجمع كالمرَ والشُّغلُ والعَقْلِ . ونَضَح الزَّرْعُ غَلُظَت جُثّتُه وذلك إِذا ابتَدأَ الدَّقيقُ في حبِّهِ أَي حبِّ سُنْبله وهو رطْبٌ كأَنْضَحَ لُغتان قاله ابن سيده . ونضَحَ بالبَوْل على فَخديْهِ : أَصابَهُمَا به وكذلك نَضَحَ بالغُبَار . وفي حديث قَتادَة : النَّضْح من النَّضْح يريد من أَصابه نَضْحٌ من البَوْل وهو افشيءُ اليسيرُ منه فعلَيه أَن يَنضحَه بالماءِ وليس عليه غَسْلُه . قال الزَّمخشريّ : هو أَن يَصيبَه من البَوْل رَشاشٌ كرُؤُوس الإِبر . وقال الأَصمعيّ نضحْت عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابَه نَضْحٌ من كذا . ونَضَحَ الجُلَّةَ بضمّ الجيم وتشديد اللاّم يَنضحُها نَضْحاً : رَشَّها بالماءِ لِيَتَلازبَ تَمْرُهَا ويَلزَم بَعضُه بعضاً . أَو نَضَحَها إِذا نَشَرَ ما فيها . وقولُ الشاعر : .
يَنضِحُ بِالبوْلِ والغُبَارِ على ... فخْذَيْهِ نَضْحَ العِيدِيّةِ الجُلَلاَ يفسَّرُ بكلّ واحدٍ من هاتين . ومن المجاز : نَضَحَ عَنْه : ذَبَّ وَدَفَع كمَضَحَ عن شُجاع ونَضَحَ الرَّجلَ : رَدَّ عنه عن كَراع . ونَضَحَ الرَّجلُ عن نَفْسِه إِذا دافَعَ عنها بحُجّة . وهو يَنَضح عنْ فُلانٍ كناضَحَ عنه مُناضحةً ونِضَاحاً . وهو يُناضِحُ عن قَوْمه وينَافِح . وأَنشد :