ومن المجاز : سقاني ناصِحَ العَسَلِ أَي ماذِيَّه . والنَّاصح : العَسَل الخالِصُ . وفي الصّحاح عن الأَصمعيّ : هو الخَالِصُ من العَسَل وغيرِهَا مثْل الناصِع . ووجدْت في هامشه ما نَصُّه : العربُ تُذكِّر الهسَلَ وتُؤَنّثه والتأْنِيث أَكثرُ كذا قال الأَزهريّ في كتابه انتهى . قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذليّ يَصِف رَجلاً مَزَجَ عَسَلاً صافياً بماءٍ حتّى تَفرَّق فيه : .
فأَزالَ مُفرِطَهَا بأَبيضَ نَاصحٍ ... من ماءِ أَلْهَاب بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو : النَّاصِح : النَّاصِعُ في بيت ساعدةَ . قال : وقال النَّضرُ أَرادَ أَنّه فَرّقَ بين خالِصها ورَديئها بأَبيضَ مُفْرَط أَي بماءٍ غدِير مملوءٍ . والناصِح الخَيّاطُ كالنَّصَّاح والنَّاصِحيّ . وقميصٌ منصوحٌ وآخَرُ مُنْصَاحٌ . والناصِح : فَرَسُ الحَارث بن مَرَاغَةَ أَو فَضَالَةَ بنِ هِنْد وفَرَسُ سُوَيدِ بن شَدّادٍ . ومن المجاز : صَلِّبْ نِصَاحَكَ . النِّصَاح ككِتَابٍ : الخَيْطُ وبه سُمِّيَ الرَّجلُ نِصَاحاً . والسِّلْكُ يُخَاط به الكسرة في الجميع غير الكسرة في الواحد والأَلف فيه غير الأَلف والهاءُ لتأْنيثِ الجميعِ . ونِصَاحٌ : والدُ شَيْبَة القارِىء وكان أَبو سعد الإِدريسيّ يقوله بفتح فتشديد قاله الحافظ ابن حجر . والمِنْصَحَةُ بالكسر : المِخْيَطَة كالمِنْصَح بغير هاءٍ وهي الإِبرة فإِذا غلُظَت فهي الشَّعيرة . ومن المجاز : المُتَنَصَّحُ : المتَرَقَّعُ كلاهما على صيغةِ المفعولِ . وقولُون : في ثوبِه مُتَنصَّح لمَنْ يُصلِحه أَي موضِعُ إِصلاحٍ وخِيَاطةٍ كما يُقال إِنّ فيه مُتَرقَّعاً . قال ابن مُقْبل : .
ويُرعَدُ إِرعادَ الهَجِينِ أَضاعَه ... غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْجُ المُتَنصَّحُ وقال أَبو عمرٍو : المُتَنَصَّحُ المُخَيَّطُ جيِّداً وأَنشد بيت ابن مُقْبل . ومن المجاز أَرْضٌ مَنصوحةٌ : مَجُودَةٌ نُصِحَتْ نَصْحاً قاله أَبو زيدٍ . وحكى ابنُ الأَعرابيّ : أَرضٌ مَنصوحة : مُتَّصِلة بالغَيْث كما يُنصَح الثّوبُ . قال ابن سيده : وهذه عبارةٌ رَدِيئة إِنَّمَا النصوحَة الأَرضُ المتَّصلةُ النَّباتِ بعضه ببعضٍ كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاصِ النَّبَات خِيطَت حتّى اتّصلَ بعضُها ببعض . ومن المجاز : نَصَحَتِ الإِبلُ الشّرْبَ تَنصَح نُصُوحاً : صَدَقَتْه . وأَنْصَحَ الإِبلَ : أَرْوَاهَا عن ابن الأَعرابيّ كما في الصحاح . والنِّصَاحات كجِمالاتٍ : الجُلودُ قال الأَعشي : .
فتَرَى القَوْمَ نَشَاوَي كُلَّهُمْ ... مِثْلَما مُدّتْ نِصَاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهريّ : أَراد بالرُّبَح الرُّبَعَ في قول بعضهم . وقال ابن سيده : الرُّبَح من أَولاد الغَنَم وقيل : هو الطائرُ الّذي يُسمَّى بالفارسية زَاغ وقال المؤرِّج : النِّصَاحاتُ : حِبَالاتٌ يُجعَلُ لها حَلَقٌ وتُنْصَبُ فيُصَادُ بها القُرُودُ . وذلك أَنّهم إِذا أَرادوا صَيْدَهَا يَعمِد رَجلٌ فيعمَل عِدّة حِبَالٍ ثم يأْخذ قِرْداً فيجعله في حَبْلٍ منها والقُرُود تَنظُرُ إِليه من فوقِ الجَبَل ثم يَتنحَّى الحابلُ فتنزلُ القُرُودُ فتدخلُ في الحِبَالِ وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشب في الحِبال . وبه فسَّر بعضُهم قول الأَعشي والرُّبَح القِرْد أَصلها الرُّبّاح وقد تقدّم . والنِّصَاحَات : جِبَالٌ بالسَّرَاة . والنِّصْحاءُ بفتح فسكون : ع ومِنْصَحٌ كمِنْبَرٍ : د والذي في المعجم أَنّه وادٍ بتهامة وراءَ مكَّة . قال امرؤ القيسِ بن عابسٍ السَّكُونيّ : .
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَرَى الوَرْدَمَرَّةً ... يُطَالِب سِرْباً مُوكَلاً بِغِوَارِ .
أَمامَ رَعيلٍ أَو برَوْضَةِ مِنْصَحٍ ... أُبادرُ أَنعاماً وإِجْلَ صُوَارِ والْمَنْصَحيَةُ بالفتح وياءِ النّسبة ماءٌ بتِهَامَةَ لبني هُذَيْل . ومَنْصَحٌ كمَسْكَنٍ : ع آخرُ والصواب في هذا أَن يكون بالضاد المعجمة كما سيأْتي . وتَنَصَّحَ الرَّجلُ إِذا تَشَبَّه بالنُّصَحاءِ وانْتَصَحَ فلانٌ قَبِلَهُ أَي النُّصْحَ . وفي اللسان : انتصِحْ كتَابَ اللّه أَي اقْبَلْ نُصْحَه . وأَنشدوا : .
تقولُ انْتَصِحْني إِنّني لك ناصِحٌ ... وما أَنا إِنْ خبَّرْتُهَا بأَمينِ