النَّسْحُ بالفتح والنُّسَاح كغُرَابِ : ما تَحَاتَّ عن التَّمْرِ مِنْ قِشْرِه وفُتَاتِ أَقْمَاعِه ونَحوِهما وفي نسخة ونحو ذلك وهي الموافقة للأُصول مِمّا يَبْقَى في أَسْفَل الوِعَاءِ كذا عن اللَّيْث . وقال الجوهريّ : نَسَحَ التُّرَابَ كمَنَعَ : أَذْرَاهُ كذا نقله في اللّسان . وهذه المادّة مكتوبة في نسختنا بالحُمْرة بناءً على أَنّهَا من الزيادات على الجوْهَرِيّ فلينظر هذَا ونَسِحَ الرّجلُ كفَرِحَ نَسَحاً طَمِعَ . والمِنْسَاحُ بالكسر : شَيءٌ يُنْسَحُ به التُّرَابُ أَي يُذْرَى هكذا في النُّسخ عندنا وفي بعضها يدفع به التّرَاب أَو يُذْرَى وفي بعض منها يُدفَع به التّرَاب ويُذْرَى به . ونِسَاحٌ كسَحَابٍ وكِتَاب الفتح عن العِمرانيّ والكسر رواه الأَزهَرِيّ : وَادٍ باليَمَامة لآل وزان من بني عامر قاله نصرٌ . وقيل : وادٍ يَقسِم عارضَ اليمامَةِ أَكثرُ أَهلِه النَّمِرُ بنُ قَاسِطٍ . ونِسَاحٌ أَيضاً مَوضِعٌ أَظنّه بالحجاز وذكرَه الحفَصيُّ في نواحِي اليمامَةِ وقال : هو وادٍ وعن ثعلب أَنّه جَبَلٌ وأَنشدَ .
يُوعِد خَيْراً وهْو بالزَّحزاحِ ... أَبعَدُ مِن رَهوَة مِنْ نِسَاحِ ومثله قال السُّكَّريُّ وله يَومٌ م أَي معروف . ونُسَيِّحٌ كمصغَّر نَسِيحٍ : وادٍ آخرُ بها أَي باليمامةِ . وقال الأَزهريّ : ما كرَه اللَّيْث في النسح لم أَسمعْه لغيره قال : وأَرجو أَن يكون محفوظاً . ومما يستدرك عليه : مما نقَله شيخنا عن القاضي أَبي بكْرِ بن العربيّ في عارِضَته فإِنّه قال : نَسجْت الثَّوْبَ بالجِيم : جمَعْت خُيوطَه حتّى يتمَ ثَوباً ونَسخْت بالحَاءِ المهملة إِذا نَحَتّ القِدْرَ حَتى يَصير وِعَاءً ضابطاً لما يُطْرَحُ فيه من طعامٍ وشرابٍ .
نشح .
نَشَحَ الشّاربُ كمنَعَ يَنشَح نَشْحاً بفتح وسكون ونُشُوحاً بالضّمّ وانتَشَحَ إِذا شَرِبَ شُرْباً قليلاً دُونَ الرِّيِّ قال ذو الرُّمّة : .
فانْصاعتِ الحُقْبُ لم يُقْصَعْ صَرائرُها ... وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ أَو نَشَح إِذا شَربَ حَتَّى امْتَلأَ فهو ضدٌّ . ونَشَحَ بَعِيرَه : سقاه ماءً قليلاً ونشَحَ الخَيْلَ : سقاها ما يَفْثَأُ أَي يكسر غُلَّتَها قال الأَزهريّ : وسمعْتُ أَعرابِياًّ يقول لأَصحابه : أَلاَ وانْشَحُوا خَيلَكم نَشْحاً أَي اسقُوهَا سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِنْ لم يُرْوِهَا . قال الرّاعِي يذكر ماءً ورَدَه : .
نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا ... عن الأُكْمِ إِلاَّ ما وَقَتْهَا السَّرَائحُ والنَّشُوحُ كَصَبور : الماءُ القليلُ وأَنشد الجوهريُّ : .
" حتّى إِذا ما غَيَّبَتْ نَشُوحَا وهو قولُ أَبي النَّجْم يَصف الحَمُر ومعناه : أَي أَدْخَلَت أَجْوَافَهَا شرَاباً غيّبَتْه فيه . والنُّشُحُ بضمّتَيْن : السّكَارَى قال شيخُنَا يُنظرُ ما مُفْرَدُه أَو لا مُفرَدَ له . قلت : الذي يظهر أَنّ مفرَدَه نَشُوحٌ لما عُرِف مما تقدّم من معنى قولِ أَبِي النَّجم . وسِقَاءٌ نَشَّاحٌ ككَتَّانٍ أَي رَشَّاحٌ مثمْتلىءٌ نَضَّاحٌ . ومما يستدرك عليه : النَّشْحُ العَرق عن كُراع . ونَشَحْتُ المالَ جُهْدِي : أَقْلَلْتُ الأَخذَ منه وقد وَرد ذلك في حديث أَبي بكْرٍ رضي اللّه عنه .
نصح .
نصَحَه ينصَحُهُ ونصَحَ لَهُ كمنَعَه - وباللام أَعلَى كما صرَّح به الجوهريّ وغيره وهي اللُّغَة الفُصْحَى . قال أَبو جعفر الفِهْرِيّ في شرح الفصيح : الأَصل في نَصَحَ أَن يَتَعَدَّى هكذا بحرفِ الجرّ ثم يُتَوسَعَّ في حذْف حرْف الجرّ فيصِل الفعلُ بنفْسه . فتقول : نَصحْت زيداًز وقال الفَرّاءُ في كتاب المصادر له : العربُ لا تكاد تقول نَصَحْتُك إِنّمَا يقولونَ نَصَحْتُ لك قال النابغة : .
نَصَحتُ بَنِي عَوفٍ فلم يَتقَبَّلوا ... رَسُولِي ولَم تَنْجَح إِليهم وَسَائِلي