والمَلُّوحَةُ كسَفُّودَةَ : بحَلَبَ كَبِيرةٌ كذا في المعجم . ومُلَيْحَةُ كجُهَيْنَةَ : ع في بلاد بني تَميم وكان به يوْمٌ بين بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ الشَّيْبَانيّ . واسمُ جبَل في غَرْبِيّ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَىْ طَيِّيءٍ وبه آبارٌ كثيرةٌ وطَلْح . ومن المجاز يقال : بينهما مِلْحٌ ومِلْحَةٌ بكسرهما أَي حُرْمَةٌ وذِمَامٌ وحِلْفٌ بِكَسْر فسكون . وفي بعض النُّسخ بفتح فكسر مضبوطاً بالقلَم . والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيماً لهما وقد تقدّم . ومنه أَيضاً امتَلحَ الرّجُلُ إِذا خَلَطَ كَذِباً بحقٍّ كارْتَثَأَ . قاله أَبو الهيثم وقالوا إِنّ فلاناً يَمتَذِق إِذا كانَ كَذوباً ويَمْتَلِح إِذا كان لا يُخْلِص الصّدقَ . والأَمْلاَحُ بالفتح : ع قال طَرَفَةُ بنُ العَبد : .
عَفَا مِن آلِ لَيْلَى السَّهْ ... بُ فالأَمْلاَحُ فالغَمْرُ وقال أَو ذؤَيب : .
أَصْبَحَ مِن أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مَرٍّ فأَج ... زاعُ الرَّجِيع فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ ومَلّحَ الشّاعِرُ إِذا أَتَى بشَيْءٍ مَلِيحٍ وقال اللَّيْث أَملَح : جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ . ومَلّحَ الجَزُورُ فهي مُملِّح : سَمِنَتْ قَلِيلاً وقال ابن الأَعرابيّ . جَزورٌ مُملِّح : فيها بقيّة من سِمَن . وفي التهذيب : يُقَال : أُمَيْلِحَهُ فصَغَّروا الفِعْلَ وهم يريدون الصِّفة حتّى كَأَنّهُم قَالُوا مُلَيْح ولم يُصَغَّرْ من الفِعْلِ غيرُه وغيرُ قولهم ما أُحَيْسِنَهُ وقال بعضهم : وما أُحَيْلاه . قال شيخُنَا : وهو مبنيٌّ على مذهَب البصريّين الّذين يَجزِمُون بفِعليّة أَفعَل في التّعجُّب . أَمَّا الكوفّيون الذين يَقولون باسميَّته فإِنّهم يُجوِّزُون تَصْغيرَه مطلقاً ويَقيسون مالم يَرِدْ على وَرد ويَستدلُّون بالتصغير على الاسميَّة على ما بُيِّن في العربّية . قال الشاعر : .
ياما أُميلِحَ غِزْلاناً عَطَوْنَ لَنا ... مِنْ هؤُلَيَّاءِ بَيْنَ الضّالِ والسَّمُرِ البيت لعلِيّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وهو حَضَرِيّ ويقال اسمه الحسين بن عبد الرحمن ويُروَى للمجنون وقبله : .
بِاللّهِ يا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْن لنا ... لَيْلايَ مِنكنَّ أَم لَيلَى من البَشَرِ ومن المجاز : مالَحْت فُلاناً مُمالَحة المُمَالحةُ المُوَاكَلَةُ . وفلانٌ يحفظ حُرمَةَ المُمَالَحة وهي الرَّضَاعُ . وفي الأُمّهات اللُّغوِية : المُراضَعَةُ . قال ابن بَرَّيّ : قال أَبو القاسم الزّجّاجِيّ لايَصحُّ أَن يقال تَمالَحَ الرَّجلانِ إِذا رَضَعَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه هذا محالٌ لا يكون وإِنّمَا المِلْح رَضاعُ الصَّبِيِّ المرأَةَ وهذا مالا تَصحُّ فيه المُفَاعلةُ فالمُمالحة لفظةٌ مُوَلَّدَةٌ وليستْ من كلام العرب . قال : ولا يَصحُّ أَن يكون بمعنَى المُوَاكَلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَنَّ الطَّعامَ لا يَخْلُو من المِلْح . ووَجْهُ فسادِ هذَا القَولِ أَنَّ المُفاعَلَةَ إِنما تكون مأْخُوذَةً من مصدرٍ مثل المُضَارَبَة والمثقاتلة ولا تكون مأْخُوذَةً من الأَسماءِ غير المصادِرِ . أَلاَ تَرَى أَنَّه لا يَحْسُن أَن يقُال في الاثنَين إِذا أَكلاَ خُبزاً : بينهما مُخَابَزة ولا إِذا أَكلاَ لَحماً : بينهما مُلاحَمة . ومِلْحتانِ بالكسر تَثنيَة مِلْحةَ مِنْ أَوْدِيَةِ القَبلِيَّة عن جار اللّه الزّمخشريّ عن عُلَيِّ . كذا في المعجم ومما يستدرك عليه من هذه المادة : مَلَحَ الجِلءدَ واللَّحْمَ يَمءلَحه مَلْحاً فهو مَملوحٌ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ : .
تُشْلِي الرَّمُوحَ وَهِيَ الرَّموحُ ... حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مملُوحُ وقال أَبو ذُؤَيب : .
يَسْتنُّ في عُرُضِ الصَّحراءِ فائِرُهُ ... كأَنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَملوحُ