قال ابن السِّكّيت : يقول كأَنَّمَا أُلبِسَتْ صفيحَةَ فضَّةٍ من حُسْن لوْنِهَا وبَرِيقها وقوله نَمَتْ قُرْطَيهما أَي نَمَتِ القُرطَين اللَّذَيْنِ من المَسِيحَتين أَي رَفَعَتْهما وأَراد أَنَّ الفِضَّة مما تُتَّخذ للحَلْيِ وذلك أَصفَى لها . والمَسيح : العَرقُ : قال لبيد : .
" فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمَانِ المُثقَّبِ وقال الأَزهريّ : سُمِّيَ العَرقُ مَسِيحاً لأَنّه يُمْسَح إِذا صُبَّ . قال الرّاجز : .
يا رِيَّهَا وقد بَدَا مَسِيحي ... وابتَلَّ ثَوْبَايَ من النَّضِيحِ وخَصَّه المصنّف في البصائر بعَرقِ الخَيْل وأَنشد : .
" وذا الجِيَادُ فِضْنَ بالمَسيحِ قال : وبه سُمِّيَ المسيحُ . والمَسِيح : الصِّدّيقُ بالعبرانيّة وبه سُمِّيَ عيسَى عليه السلامُ قاله إِبراهيم النّخَعيّ والأَصمعيّ وابنُ الأَعرابيّ قال ابن سيده : سُمِّيَ بذلك لصِدْقه . ورواه أَبو الهيثم كذلك ونقله عنه الأَزهريّ . قال أَبو بكر : واللُّغويّون لا يَعرفون هذا . قال : ولعلّ هذا كان يُسْتَعْمَل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام قال : وقال الكسائيّ : وقد دَرَسَ من كلام العرب كثيرٌ . وقال الأَزهريّ : أُعرِب اسمُ المسيحِ في القرآن على مَسيح وهو في التوراة مَشِيحا فعُرِّب وغُيِّر كما قيل موسَى وأَصلُه مُوشي . ومن المجاز عن الأَصمعيّ : المَسِيح الدِّرْهَمُ الأَطْلَسُ هكذا في الصّحاح والأَساس وهو الذي لا نَقْشَ عليه . وفي بعض النّسخ الأَملس قيل : وبه سُمِّيَ المسِيحُ وهو مناسبٌ للأَعورِ الدّجّال إِذْ أَحَدُ شقَّيْ وَجْهِه مَمْسُوحٌ . المَسِيح : المَمْسُوح بمثْلٍ الدَّهْنِ قيل : وبه سُمِّيَ عيسى عليه السّلام لأَنّه خَرَجَ من بطْنِ أُمِّه مَمسوحاً بالدُّهْن أَو كأَنّه مَمسوحُ الرّأْسِ أَو مُسِح عندَ وِلادته بالدُّهْن فهي ثلاثَةُ أَوْجهِ أَشار إِليها المصنّف في البصائر . والمسِيح أَيضاً : الممسوحُ باللبَرَكَةِ قيل : وبه سُمِّيَ عيسى عليه السلام لأَنّه مُسِح بالبَركَةِ وقد تقدّم . والمَسِيح : الممسوح بالشُّؤْمِ قيل : وبه سمِّيَ الدَّجّال . ومن المجاز المَسيح هو الرجلُ الكثيرُ السِّيَاحَة قيل وبه سُمِّيَ عيسى عليه السلامُ لأَنّه مَسَحَ الأَرضَ بالسِّياحة . وقال ابن السّيد : سُمِّيَ بذلك لجَوَلانه في الأَرض . وقال ابن سيده : لأَنّه كان سائحاً في الأَرض لايَستقرّ كالمِسِّيحِ كسكِّينٍ راجعٌ للذي يليه وهو يصلُح أَن يكون تَسميةً لعيسى عليه السّلامُ كما يَصلح لتَسمية الدَّجّال لأَنّ كلاًّ منهما يَسِيح في الأَرض دَفعةً كما هو معلوم وإِنْ كانَ كَلامُ المصنّف يُوهمُ أَنَّ المشدَّد يَختصّ بالدّجّال كمامرّ . فقد جَوَّز السْيوطيُّ الأَمرَينِ في التوشيح نقله شيخنا . ومن المجاز : المَسِيح : الرَّجُلُ الكَثِيرُ الجِمَاعِ كالمَاسِحِ وقد مَسَحَهَا يَمسَحُهَا إِذا نَكَحَهَا قيل : وبه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال قاله ابن فارس . ومن المجاز المسيح هو الرَّجل المَمْسُوحُ الوَجْهِ ليس على أَحَد شِقَّيْ وَجْهِهِ عَينٌ ولا حاجِبٌ والمسيحُ الدّجّالُ منه على هذه الصّفة وقيل سُمِّيَ بذلك لأَنّه ممسوح العَينِ . وقال الأَزهريّ : المسيح : الأَعورُ وبه سُمِّيَ الدّجّالُ . ونحوَ ذلك قال أَبو عُبيد . والمَسِيحُ : المِنْدِيلُ الأَخْشَنُ لكونه يُمْسَح به الوَجْهُ أَو لكونه يُمسِك الوَسَخَ . قيل : وبه سثمِّيَ المَسِيح الدّجّالُ لاتِّساخه بدَرَن الكُفْرِ والشِّرْك قاله المصنْف . والمَسِيح : الكذَّاب كالماسحِ والمِمْسَحِ وأَنشد : .
إِنِّي إِذَا عَنْ مِعَن متْيَحُ ... ذَا نَخْوةِ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحٌ .
" أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحٌ