قَد غَلَبَ النَّاسَ بنو الطمَّاحِ ... بالإِفْك والتَّكذَابِ والتَّمساحِ وفي المزهر للجلال قال سَلاَمةُ بنُ الأَنباريّ في شرح المَقامات : كلُّ ما ورَدَ عن العرب من المصادر على تَفعال فهو بفتح التّاءِ إِلاّ لفظتينِ : تِبْيَان وتِلْقَاء . وقال أَبو جعفر النّحّاسُ في شرح المُعلّقَات : ليس في كلام العرب اسمٌ على تِفعالٍ إِلاّ أَربعة أَسماءٍ وخامسٌ مختلَف فيه يقال تِبْيَان ولقِلادةِ المرأَةِ : تِقْصَارُ وتِعْشَارٌ وتِبْرَاك مَوضعانِ والخامس تِمْساحٌ وتِمْسَحٌ أَكثرُ وأَفصحُ . كذَا نقله شيخنا . فكلام ابن الأَنباريّ في المصدرَين وكلام ابن النّحّاس في الأَسماءِ ومن المجاز المَسْحُ : الضَّرْبُ يقال : مَسَحَه بالسَّيْف : أَي ضَرَبَه . وقوله تعالى : " فطَفقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْنَاق " قيل : ضَرَب أَعْنَاقَها وعَرْقَبَها وقد تقدّم قريباً . ومنه : مَسَحَ أَطرافَ الكَتَائبِ بِسَيْفه . وقال الأَزهَرِيّ : المَسيح : الماسحُ وهو القَتّال وبه سُمِّيَ كذا ذَكَره المصنِّف في البصائر . قلت : وهو قريبٌ في المَسْحِ بمعْنى القَطْع وهو الوَجْه السابع . ومن المجاز المَسْحُ : الجِماعُ وقد مَسَحَها مَسْحاً ومتَنَها مَتْناً : نَكَحَهَا ومن المجاز : المَسْحُ : الذَّرْع كالمِسَاحَة بالكسر يقال مَسَحَ الأَرْضَ مَسْحاً ومِسَاحَةً : ذَرَعَهَا وهو مَسَّاحٌ . والمَسْح : أَنْ تَسيرَ الإِبِلُ يَومَها يقال سَحَت الإِبل الأَرْضَ يَومَها دَأْباً أَي سارَتْ فيها سَيراً شَديدأ . ومَسْحُ الناقَة أَيضاً أَنْ تُتْعِبَها وتُدْبِرَهَا وتُهزِلَهَا كالتمْسيح يقال مَسَحْتها ومَسٍحْتها قاله الأَزهريَ وهو مَجاز . والمِسْحُ بالكسر : البَلاَسُ بكسر الموحّدة وتفتح ثَوْبٌ من الشَّعِر غليظٌ كذا في التهذيب . وجمعه بُلُسٌ وسيأْتي في السين قيل : وبه سمِّي المسيحُ الدّجّال لِذُلِّة وهَوَانِهِ وابتذاله كالمِسْح الذي يُفْرَش في البَيْت قيل : وبه سُمِّيّ كلمةُ اللّه أَيضاً لِلُبْسةِ البَلاسَ الأَسودَ تَقشُّفاً . فهما وَجْهانِ ذَكرَهما المصنّف في البصائر . والمِسْح : الجادَّةُ من الأرض قيل وبه سُمِّيَ المسيح لأَنّه سالِكُها قاله المصنّف في البصائر . مُسُوحٌ وهو الجْمع الكثيرُ وفي القَليل أَمساحٌ . قال أَبو ذُؤَيب : .
ثمَّ شَرِبْن بنَبْط والجِمالُ كأَ ... نّ الرَّشْحَ منهن بالآباطِ أَمساحُ قال السكّريّ : يقول تَسْوَد جُلودُهَا على العَرَق كأَنّهَا مُسوحٌ . ونَبْط : موضعٌ . والمَسحُ بالتحريك : احتراقُ باطِنِ الرُّكْبَة لخشُونة الثَّوبِ وفي نسخة : من خُشْنَة الثّوْب . أَو هو اصْطِكَاكُ الرَّبْلَتَيْنِ هو مسُ باطنِ إِحدى الفَخذيْنِ باطنَ الأُخْرَى فيَحدُث لذلك مَشَقٌ وتَشقّقٌ والرَّبْلَة بالفتح وسكون الموحَّدةِ وفتحها : باطنُ الفَخذِ كما سيأْتي . وفي بعض النُّسخ الرُّكبتَين وهو خطأٌ . قال أَبو زيد : إِذا كان إِحدى رَبْلَتَيِ الرّجلِ تُصِيب الأُخرَى قيل . مَشقَ مَشَقاً . ومَسَحَ بالكسر مَسَحاً والنَّعْتُ اَمْسَحُ وهي مَسْحَاءُ رَسْحاءُ وقَوم مُسْحٌ رُسْحٌ . وقال الأَخطل : .
دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لا لُحومَ لهُمْ ... إِذا أَحَسُّوا بشَخْص نابىء أَسدُوا