قال ابن بَرِّيّ : هو من لاحَ إِذا رأَى وأَبصر أَي تُبْصِر وتَرَى على وَجْهِ الدِّينار جَعفَراً أَي مرسوماً فيه وهو ظاهر لا غبار عليه . قال : ورُوِيَ يَلوحُ بالتّحتية وهو يحتاج إِلى تأْوِيل وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجعفر نحو اقصدُوا جعفرا وشِبْهه . وقد استوفاه الجَلال السُّيُوطيَ في أَواخرِ الأَشباه والنظائر النَّحوية واسْتلاحَ الرّجلُ إِذا تَبصَّرَ في الأَمْر . وقولهمْ لَوِّحِ الصَّبيَّ معناه قُتْه - بالضّمّ أَمرٌ من قَاتَ يقوتُ - مايُمسِكُه وفي نُسخة . بما يُمسِكه . والمُلْتَاحُ بالضّمّ : المتَغَيِّر من الشَّمس أَو من السَّفر أَو غير لك . والِلَّيَاحُ كسَحاب وكِتَابٍ : الصُّبْحُ لبِياضه . ولَقِيتُه بِلِيَاحٍ إذا ألقيته عند العصر والشمس بيضاء واللَّيَاحُ واللِّياحُ : الثَّوْرُ الوَحشيّ لبياضه . والِلَّيَاحُ : سَيفٌ لحَمْزَةَ بن عبد المطَّلب رضي اللّه تعالَى عنه ومنه قوله . قَد ذاقَ عُثْمَانُ يوم الجَرِّ من أُحُد وَقْعَ الِلَّياح فأَوْدَى وهو مَذمومُ قال ابن الأَثير : هو من لاَح يَلوح لِيَاحاً إِذَا بَدَا وظَهَر . والِلَّيَاحُ : الأَبيضُ من كل شَيْءٍ . ومن المجاز يُقال : أَبْيضُ لِيَاحٌ بالوَجهين ويَقَقٌ ويَلَق : ناصعٌ وذلك إِذَا بُولِغَ في وَصْفه بالبياض . وفي نسختنا : لماح بالميم بدل لياح بالتَّحتيّة وهو صحيحٌ في بابه وقد تَقَدّم استدراكُه وأَمّا هُنَا فليس إِلاّ بالتّحْتِيّة . قال الفرّاءُ : إنما صَارَت الواو في لِيَاح ياءً لانكسار ما قبلَها . وأَنشد : .
أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ ... يُضِيءُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ قال ابن بَرِّيّ : البَيت لمالكِ بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ . اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء . وقال الفَارسيّ : وأَمّا ليَاحٌ يعنِى كسَحابٍ فشاذّ : انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة إِلاّ طَلبَ الخِفّة . ولوَّحَهُ بالنّار تَلويحاً أَحْمَاه قال جِرَانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحارث .
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا ... وخُرْطَومَها الأَعلَى بنارٍ مُلَوَّحُ ولاَحَ الشَّيبُ يَلوحُ في رَأْسه : بدَا ولوَّحَ الشَّيْبُ فُلاناً غَيَّره وذلك إِذا بَيَّضَه . قال : .
" من بعْد ما لوَّحَكَ القَتيرُ وقال الأَعشي : .
فلَئِنْ لاحَ في الذُّوأَبَة شَيْبٌ ... يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي ومما يُستدرك عليه : اللَّوْحُ اللَّوْحُ المَحْفُوظ وهو في الآيَة مُستودَعُ مَشِيئاتِ اللّه تَعالى وإِنَّمَا هو على المَثَلِ : وفي قوله تعالى : " وكَتَبْنَا لَهُ في الأَلْوَاح " قال الزّجّاج : قيل : كانَا لَوْحَيْن ويجوز في اللُّغَة أَن يقال للَّوْحينِ أَلواحٌ . ولَوْحُ الكَتِفِ : مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَع عَيْرِهَا من أَعلاها . قال ابن الأَثير : وفي أَسماءِ دَوابِّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَنّ اسمَ فَرسِه مُلاَوِحٌ وهو الضَّمار الّذي لا يَسْمَن والسَّرِيعُ العطَشِ والعظيمُ الأَلوَاحِ . ومن المجاز : لاحَ لي أَمرُك وتَلوَّحَ : بانَ ووَضحَ كذا في الأَساس . وقال أَبو عُبَيْدٍ : لاحَ الرَّجلُ وأَلاحَ فهو لائحٌ ومُلِيحٌ إِذَا بَرَزَ وظَهَر . ولَوائحُ الشْيءِ : ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلامَتُه عليه . وأَنشد يعقوب في المقلوب قَول خُفاف ابن نَدْبَةَ .
فإِمّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَونُه ... ولاَحَتْ لَواحِي الشَّيبِ في كلِّ مَفْرِقِ