التَّفَقُّح : التّفتّح مطلقاً ومنهم مَن خَصَّه بالكلام قاله الأَزهريّ . وفَقَحَ الجِرْوُ بكسر الجِيم وسكون الرّاءِ ولدُ الكَلْب يَفْقَح فَقْحاً كمنَع : فَتَح عَيْنَيْهِ أَوّلَ ما يَفْتَح وهو صَغيرٌ ومثَله جَصَّصَ . وصأْصَأَ إذا لم يَفْتَح عَيْنَيْه . كَفَقَّحَ تَفْقِيحاً . قال أَبو عُبيد : وفي حديث عُبيد اللّه بن جَحْش أَنَّه تَنصَّرَ بعد إِسلامه فقيل له في ذلك فقال : إِنّا فَقّحْنا وصَأْصَأْتُم أَي وَضَحَ لنا الحقُّ وعَشِيتم عنه . وقال ابن بَرّيّ : أَي أَبصَرْنا رُشدَنَا ولم تُبْصِرُوا وهو مستعار . وفَقَحَ فلاناً : أَصابَ فَقْحَتَه أَي دُبرَه وسيأْتي الكلامُ علَيْهِ قريباً . وفَقَحَ الشّيْءَ يَفقَحُه فَقْحاً : سَفّهُ كما يُسَفُّ الدّواءُ يمانِيَة . و فَقَحَ النّبَاتُ : أَزهَى وأَزهَرَ . وَالفُقَّاحُ كرُمّان : عُشْبَةٌ نحو الأُقْحُوَانِ في النّبَات والمَنْبَت واحدته فُقّاحةٌ وهي من نَبات الرَّملِ وقيل الفُقّاحُ أَشَدُّ انضمامَ زَهْر من الأُقحوان يَلْزَق به التُّراب كما يَلْزَقُ بالحَمَصِيص أَو الفُقَّاح نَوْرُ الإِذْخِرِ قال الأَزهَريّ : الفُقّاح من العِطْر . وقد يُجعَل في الدّواءِ يقال له فُقّاحُ الإِذْخِر وهو من الحشيش . وقال أَيضاً : هو نَوْرُ الإِذْخِر إِذا تَفَتّح بُرْعومهُ . وكلّ نَورٍ تَفَتّحَ فقد تَفَقَّحَ وكذلك الوَرْدُ وما أَشبَهه من بَراعيمِ الأَنوارِ . وتَفَقَّحَت الوَرْدَةُ : تفتَّحَت أَوْ هو مِنْ كلِّ نبت : زَهْرُه حين يَنفتِحُ على أَيِّ لَونٍ كان كالفَقْحة بفَتْح فسكون . قال عاصمُ بنُ مَنظورٍ الأَسديّ : .
كأَنَّك فُقَّاحَةٌ نَوّرَتْ ... مع الصُّبح في طَرَف الحائرِ و الفُقَّاحُ مِنَ النِّسَاءِ : الحَسَنةُ الخَلْقِ بفتح فسكون عن كُراع . والفَقْحَة بفتح فسكون مَعروفة قيل هي حَلْقَةُ الدُّبُرِ أَو واسِعُها أَي واسعُ حَلْقَةِ الدُّبرِ . قال شيخنا : وهذه عبارةٌ قَلِقَة لأَنّ ظاهرَه أَنّ الفَقْحَة هي الواسعُ حَلْقة الدُّبرِ ولا قائلَ به وإِنّما المراد أَنَّ الفَقْحَة فيها قولانِ فقيلَ : هي حَلْقةُ الدُّبر مطلقاً وقيل هي حَلْقَة الدُّبرِ الواسِعةُ وكأَنّه أَضاف الصِّفة إِلى الموصوف فتأَمّلْ انتهى . وفي اللسان : وقيل الدُّبُرُ الواسِعُ وقيل هيَ الدُّبُر بجُمْعِها ثم كثُرَ حتَّى سمِّي كلّ دُبر فَقْحَة . فِقَاحٌ قال جرير : .
ولوْ وُضِعَتْ فقاحُ بني نُميرٍ ... عَلَى خَبَثِ الحديدِ إِذاً لَذَاباَ والفَقْحة : راحَةُ اليَدِ كالفَقَاحَةِ يَمانِيَة سُمِّيَت بذلك لاتّساعها والفَقْحَة : مِنْدِيلُ الإِحرامِ يمانيَة . وتَفَاقَحُوا إِذا جَعَلوا ظُهورَهُم إِلى ظُهورِهِم كما تقول : تَقَابَلوا وتَظَاهَروا . وهو مُتَفَقِّحٌ للشَّرِّ أَي متهَيِّئٌ له . ومما يستدرك عليه : فقَّحَ الشَّجَرُ : انْشقَّتْ عُيونُ وَرَقهِ وبدَتْ أَطرافُه . وعلى فُلانٍ حُلّةٌ فُقَّاحِيّة وهي على لَوْنِ الوَرْد حينَ هَمّ أَن يَتفتّحَ .
فلح .
الفَلحُ محرّكَةً والفَلاحُ : الفَوْزُ بما يُغْتبَط به وفيه صَلاحُ الحال . والنَّجاةُ والبَقاءُ في النّعيم والخَيرِ . وفي حديث أَبى الدّحداح بشَّرك اللّهُ بخَير وفَلَحٍ أَي بَقَاءِ وفَوْزٍ وهو مقصورٌ من الفَلاح وقولهم : لا أَفْعَلُ ذلك فَلاحَ الدّهْرِ أَي بقاءَه . وقال الشاعر : .
" ولكنْ ليَس في الدُّنْيَا فَلاَحُ أَي بقاءٌ وفي التهذيب عن ابن السِّكّيت : الفَلَحُ والفَلاحُ : البقاءُ قال الأَعشي : .
ولئن كنّا كقَوْمٍ هَلَكوا ... ما لِحَيٍّ يا لَقَومٍ مِنْ فَلَحْ وقال عَديّ : .
ثمَّ بعدَ الفَلاَحِ والرُّشْدِ والإِ ... مَّةِ وَارَتْهُم هُنَاكَ القُبورُ وقال الأَضبطُ بن قُرَيعٍ السَّعْديّ : .
لكلِّ هَمٍّ من الهُمُومِ سَعَهْ ... والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاَحَ معَه