الفَصْحُ والفَصَاحَة : البَيَان . قال شيخُنا : قال أَئمّةُ الاشتقاقِ وأَهلُ النَّظَر : مدارُ تركيب الفَصاحةِ على الظُّهُور . وقال أَئمّة المعاني والبيان : حيث ذَكَر أَهل اللغة الفَصَاحَةَ فمُرادهم بها كثرةُ الاستعمال كما أَشار إِليه الشّهابٍ في العناية في هود وأَنّهُمْ قد يستعملونها مُرَادِفةً للبلاغة كما دلَّ عليه الاستعمال يقال : ما كان فَصيحاً ولقد فَصُحَ ككرُمَ فَصَاحةً فهو فَصيحٌ وهو البيِّن في اللِّسان والبَلاغَةِ . ومن المجاز : لسان فصِيحٌ أَي طَلْقٌ . ورجل فَصْحٌ على المبالغة كزيد عَدْل من قَومٍ فُصْحاءَ وفِصَاحٍ وفُصُحٍ بضمتين . قال سيبويه : كسَّروه تكسيرَ الاسم نحو قَضِيب وقُضُب . وهي فصِيحَةٌ من نِسْوَةٍ فِصَاحٍ وفَصَائحَ . أَو اللَّفْظ الفَصِيح : ما يُدرَكُ حُسْنُه بالسَّمْع . ومن المجاز : فَصُحَ الأَعجميّ ككَرُم فَصاحَةً إِذا تكلَّمَ بالعَربيّة وفُهِم عَنْه أَو فَصُحَ : كَان عَربيَّا فازداد فصاحَةً وفي المصباح جادت لغتُه فلم يلْحن كتفصَّحَ وتَفاصحَ : تكلَّف الفَصَاحة والتَّفصُّحُ : استعمالُ الفصاحَة وقيل التَّشبُّه بالفُصحاءِ وهذا نحو قولهم : التحلُّم هو إِظهار الحِلْم . والفَصِيح : المنطلق اللِّسَان في القول الذي يعرفُ جيِّدَ الكلام من رديئة . وقد أَفصحَ إِذا تكلَّم بالفَصاحةِ . وأَفصح الكلامَ وأَفصح به وأَفصَح الرجُلُ القَوْلَ . فلمَّا كثُر وعُرِفَ أَضمرُوا القولَ واكتفَوْا بالفِعل مثل أَحْسنَ وأَسْرَعَ وأَبطأَ إِنّما هو أَحسنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ وقد يجيءُ في الشِّعْر في وَصْف العُجْم أَفصَحَ يريد به بَيَان القوْل وإِن كان بغير العَربيّة كقول أَبي النَّجْم . أَعجَمَ في آذانها فَصيحاَ يعنى صَوتَ الحمارِ أَنّه أَعجمُ وهو في آذان الأُتن فَصِيحٌ بيِّنٌ . ومن المجاز في التهذيب عن ابن شُميل : هذا يومٌ فِصْحٌ كما تَرى الفصْحُ بالكسر : الصًّحْوُ من القُرّ ويومٌ مُفصِحٌ : بلا غَيمٍ ولا قُرٍّ ونُفصح من شِتَائِنَا : نتخلَّص . وكذلك أَفصَيْنَا من هذا القُرّ أَي خرجْنَا منه وقد أَفْصَى يوْمُنا وأَفْصَى القُرُّ إِذَا ذَهبَ . وأَفصح اللَّبنُ ذَهَبتْ رَغْوَتَه فهو مُفصِحٌ كفصَّحَ هكذا عندنا بالتشديد ومثله في الأَساس وفي بعضِ ككَرُمَ ثلاثياًّ وعليه اقتصر الجوهريّ في الصّحاح ونصُّه : وفَصُحَ اللّبنُ إِذا أُخِذتْ عنه الرَّغْوَةُ قال نَضْلَةُ السُّلَمىّ : .
رَأَوهُ فازدرَوْهُ وهْوَ خرْقٌ ... ويَنْفَعُ أَهلَه الرَّجلُ .
القَبِيحُ فلَمُ يَخْشَوْا مَصَالَتَه علَيْهِمْ ... وتَحْتَ الرَّغْوةِ اللَّبَنُ الفَصيحُ