فإِنّما عَنَى فَماً قَبَّله فجَعَلَه كالشِّعْب لِصغَرِه ومَثَّله بشَكِّ الثَّوْبِ وهي طريقةُ خِيَاطتِه لاستواءِ مَنابِت أَضْراسِه وحُسْنِ اصْطفافِها وتَراصُفِها وجَعلَ رِيقه كالماءِ وناحِيَتَيِ الأَضْرَاسِ كصُوحَيِ الوَادِي . " والتَّصَوُّحُ : التَّشَقُّقُ " في الشَّعرِ وغيرِه " كالانْصِياح " . يقال : انْصاحَ الثَّوْبُ انْصِياحاً : إِذا تَشقَّقَ من قِبلَ نَفْسِه . وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ " اللّهُمَّ انْصَاحَتْ جِبالُنا " أَي تَشقَّقتْ وجَفَّتْ لعَدَمِ المَطَرِ . وفي حديث ابن الزُّبير : " " فهو " يَنْصَاحُ عليكم بِوَابِلِ البَلاَيَا " أَي يَنْشَقّ . التَّصَوُّحُ : " تَنَاثُرُ الشَّعرِ " وتَشقُّقُه مِن قِبَلِ نَفْسِه . وقد صَوَّحَه الجُفُوفُ " كالتَّصيُّح " وكذلك البَقْلُ والخَشَبُ ونحوُهما لُغة في تَصَوَّحَ . وقد صَيَّحَتْه الرِّيحُ والحَرُّ والشَّمْسُ مثل صَوَّحَتْه . وتَصَيَّحَ الشَّيْءُ : تَكَسَّرَ وتَشقَّقَ . وصَيَّحْتُه أَنا . التَّصوُّحُ : " أَن يَيْبَسَ البَقْلُ من أَعْلاهُ " وفي نُدُوَّةٌ قال الرّاعي : .
وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمَالَ وآذَنَتْ ... مَذَانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتصوِّحُ " والتَّصْوِيحُ : التَّجْفِيفُ " . في اللّسَان : يقال : تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ تَمَّ يُبْسُه . وقيل : إِذا أَصابتْه آفةٌ ويَبْسَ . قال ابن بَرِّيّ : وقد جاءَ صَوَّحَ البقلُ غيرَ متعدٍّ بمعنَى تَصَوَّحَ : إِذا يَبِسَ وعليه قولُ أَبي عليٍّ البصير .
ولكِنَّ البلادَ إِذا اقْشَعَرَّتْ ... وصَوَّحَ نَبْتُهَا رُعِيَ الهَشِيمُ وصَوَّحَتْه الرِّيحُ : أَيْبَسَتْه . قال ذو الرُّمّة : .
وصَوَّحَ البَقْلَ نَئَّاجٌ تَجِيءُ به ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ وقال الأَصمعيّ : إِذا تَهَيَّأَ النَّبَاتُ لليُبْسِ قيل : قد اقْطَارّ فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قيل : قد تَصَوَّحَ . قال الأزهري : وتَصَوُّحه من يُبْسِه زَمَانَ الحَرِّ لا مِن آفةٍ تُصيبُه . وفي الحديث " نَهَى عن بَيْعِ النَّخْلِ قبلَ أَن يُصوِّح " أَي قبلَ أَن يَسْتَبِينَ صَلاَحُه وجَيِّدُه من رَدِيئِه . ويُرْوَى بالرّاءِ وقد تقدّمَ . وفي حديث عليّ : " فَبادِروا العِلْمَ من قَبِلِ تَصْوِيحِ نَبْتِه " . " والصُّوَاح كغُرَابٍ : الجِصّ " بكسر الجيم . قال الأَزهريّ عن الفرّاءِ قال : الصُّوَاحِيّ : مأْخوذٌ من الصُّوَاح وهو الجِصّ وأَنشد : .
جَلَبْنَا الخَيْلَ مِن تَثْلِيثَ حتَّى ... كأَنَّ على مَنَاسِجِها صُوَاحَا هكذا رواه ابنُ خالَويه منصوباً قال : شَبَّه عَرَقَ الخَيْلِ لمّا ابْيَضَّ بالصُّوَاح وهو الجصّ . الصُّوَاحُ أَيضاً : " عَرَقُ الخَيلِ " . وأَنشد الأَصمعيّ : .
جَلبْنَا الخَيْلَ دامِيَةً كُلاهَا ... يُسَنُّ على سَنابِكِها الصُّوَاحُ وفي رواية : يَسيل ؛ كذا في الصّحاح والبيت الأَوّل من التّهذيب . الصُّوَاح : " مَا غَلَبَ عليه الماءُ من اللَّبَنِ " ؛ قاله أَبو سيعدٍ وهو الضَّيَاحُ والشَّهَابُ . الصُّوَاح : " الرِّخْوَةُ " وفي اللّسَان : النَّجْوَةُ " من الأَرْضِ . و " الصُّوَاح : " طَلْعُ النَّخْلِ " حين يَجِفّ فَيَتناثَر ؛ عن أَبي حَنيفَة . تقول : هذه السّاحة كأَنّها " الصّاحَة " : وهي " أَرْضٌ لا تُنْبِت شيئاً أَبداً " أَي لا خَيْرَ فيها . الصُّوَّاحة " كرُمّانة : ما تَشقَّقَ من الشَّعرِ و " ما " تَناثَر " منه وكذا من الصُّوف . من المَجاز : " انْصَاحَ القَمَرُ " انْصِياحاً إِذا " اسْتَنارَ " . وانْصاحَ الفَجْرُ والبرْقُ : أَضاءَ . وأَصلُه الانْشِقاق . " والمُنْصَاحُ " في قول عَبيدٍ يَصف مَطراً قد ملأَ الوِهَادَ والقَراراتِ .
فأَصْبَحَ الرَّوْضَ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... ما بَيْن مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ هو " الفَائِض الجارِي على " وَجْهِ " الأَرْضِ " كذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ . قال شَمِرٌ : ويروَى : " مُرتفِقٍ " وهو المُمْتَلِئُ . والمرْتتِق من النباتِ : الّذي لم يَخرُجْ نَوْرُه وزَهْرُه من أَكْمَامِه . والمُنْصاحُ : الّذِي قد ظَهَرَ زَهْرُه . ورُوِيَ عن أَبي تَمّام الأَسَديّ أَنه أَنشده : .
" من بَيْنِ مُرْتفِقٍ منها ومِنْ طَاحِي