" والمُشِيح : الجادّ المُسرِع . وفي حديثِ سَطيحٍ " علَى جَمَلٍ مُشِيح " وقال الفَرّاءُ : المُشيحُ على وَجْهَيْنِ : " المُقْبِلُ عليك " وفي بعض النُّسخ : إِليك " والمانِعُ لما وراءَ ظَهْرِه " . وبه فسّرَ ابنُ الأَثير حديث : " اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ . ثم أَعْرَض وأَشاحَ " أَو بمعنى الحَذَر والجِدِّ في الأُمور أَي حَذِرَ النّارَ كأَنّه نَظَر إِليها أَو جَدّ على الإِيصاءِ باتِّقائِها أَو أَقبلَ إِليك بخِطابه . وقيل : أَشاحَ بوَجْهِه عن الشَّيْءِ : نَحّاه . وقال ابن الأَعرابيّ : أَعْرَضَ بوَجْهِه وأَشاحَ أَي جَدّ في الإِعراض . وقال غيرُه : وإِذَا نَحَّى الرَّجُلُ وَجْهَه عن وَهَجٍ أصابَه وعن أَذىً قيل : أَشَاحَ بوَجْهِه . " والتَّشْيِيح : التَّحْذيرُ والنّظَرُ إِلى الخَصْمِ مُضَايَقَةً " وهذَا عن ابن الأَعْرَابيّ . وقد شَيَّحَ : إِذا نَظَرَ إِلى خَصْمِه فضايَقَه . " وذو الشِّيح : ع باليمامَةِ " إِن لم يَكن مُصَحِّفاً من السِّين المهملةِ موضِعٌ آخرُ " بالجَزيرة " . " وذاتُ الشِّيحِ : ع في ديارِ بني يَرْبُوع " بالحَزْن . " وأَشَاحَ الفَرسُ بذَنَبِه " : إِذا أَرْخَاه ؛ نقله الأَزهريّ عن الليث " وصَحَّفَ الجَوْهَرِيّ " وإِنما الصَّوَاب بالسين المهملة ؛ قاله أَبو منصور " وإِنما أَخَذَه من كتاب " العين تَصنيف " اللَّيْث " . قال شيخُنَا : ولا يُحْكَم على ما في كتاب الليث أَنه تَصْحِيف إِلاّ بثَبتِ . والمصنِّف قَلَّدَ الصّاغانيّ وسَبَقَه أَبو منصور . " وأَشْيَحُ كأَحْمَدَ : حِصْنٌ باليَمَن " .
فصل الصّاد المهملة مع الحاءِ المهملة .
صبح .
" الصُّبْح " بالضَّم " : الفَجْر أَو أَوّلُ النَّهَارِ ج أَصْباحٌ وهو الصَّبِيحة ؛ والصَّبَاح " نقيض المسَاءِ " والإِصْباحُ " بالكسر " ,المُصْبَحُ كمُكْرَم " لأَنّ المفعول مما زاد على الثلاثة كاسم المفعول . قال الله عزّ وجل : " فالِقُ الإِصْباحِ " قال الفرّاءُ : إِذا قيل : الأَمْسَاءُ والأَصْباحُ فهو جمْع المَسَاءِ والصّبْح . قال : ومِثْله الأَبْكار والإِبْكار وقال الشّاعر : .
" أَفْنَى رِيَاحاً وذَوِي رِيَاحِ .
" تَناسُحُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ وحكَىَ اللِّحْيَانيّ : تقول العرب إِذا تَطيَّروا من الإِنسان وغيرِه : صَبَاحُ اللهِ لا صَباحُك قال : وإِنْ شِئتَ نَصَبْتَ . " وأَصْبَحَ : دَخَل فيه " أَي الصُّبْحِ كما يقال : أَمْسَى إِذا دخل في المَسَاءِ . وفي الحديث : " أَصْبِحوا بالصُّبح فإِنه أَعظمث للأَجْر " أَي صَلُّوها عند طُلوع الصُّبحِ . وفي التَّنْزِيل " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ " أَصْبَحَ : " بمَعْنَي صارَ " . قال شيخُنا فيه تَطْوِيلٌ لأَنّ " بمعنى " مُسْتَدْرَك كما لا يَخفَى . قال سيبويه : أَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا أَي صِرْنَا في حينِ ذاك . وأَصْبَحَ فلانٌ عالِماً : صار . " وصَبَّحهم " تَصْبيحاً : " قال لهم : عِمْ صَباحاً " وهو تَحِيَّةُ الجاهليَّة أَو قال : صَبَّحكَ اللهُ بالخَيْر . صَبَّحَهم : " أَتاهم صَبَاحاً كصَبَحهم كمَنَعَ " . قال أَبو عَدْنَان : الفَرْق بين صَبَحْنَا وصَبَّحْنَا أَنه يُقَال : صَبَّحْنا بلدَ كذا وكذا وصَبَّحْنَا فُلاناً فهذه مشدّدة ؛ وصَبَحْنَا أَهْلَهَا خَيراً أَو شَرّاً . وقال النّابغة : .
وصَبَّحَه فَلْجاً فلا زَالَ كَعْبُه ... على كُلِّ مَنْ عادَى منَ النّاسِ عَالِيَا ويقال : صَبَّحه بكذا ومَسّاه بكذا كلّ ذلك جائز قال بُجَير بن زُهَير المُزَنيّ وكان أَسْلَمَ : .
صَبَحْنَاهُمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ ... وسَبْعٍ من بني عُثْمَانَ وَافِي معناه أَتَيْنَاهم صَبَاحاً بأَلف رَجلٍ من بني سُلَيم . وقال الراجز : .
" نَحْنُ صَبَحْنَا عامراً في دَارِها .
" جُرْداً تَعَادَى طَرَفَيْ نَهَارِهَا يريد أَتَيْنَاهَا صَباحاً بخَيْل جُرْد . وقال الشَّمّاخ : .
وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكَابَها ... وقِيلَ المُنَادِي : أَصبَحَ القَوْمُ أَدْلِجى