سَيْحٌ : اسم " ثَلاَثة أَوْدِيَة باليمَامةِ " بأقْصَى العِرْض منها لآل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ . " والسِّيَاحَةُ بالكسر والسُّيُوحُ " بالضّمّ " والسَّيَحَانُ " محرَّكَةً " والسَّيْحُ " بفتح فسكون " : الذَّهابُ في الأَرضِ للعِبَادة " والتَّرَهُّب ؛ هكذا في اللّسان وغيره . وقولُ شيخنا : إِن قَيْدَ العِبَادَةِ خَلَتْ عنه أَكثرُ زُبُرِ الأَوّلين والظّاهر أَنّه اصطلاحٌ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . نعمْ الّذي ذَكروه في معنى السِّيَاحَةِ فقطْ يعني مُقَيَّداً وأَما السُّيُوح والسَّيَحَانُ والسَّيْحُ فقالوا : إِنه مُطلَقُ الذَّهابِ في الأَرْضِ سواءٌ كان للِعبادةِ أَو غيرِهَا . وفي الحديث : " لا سِياحَةَ في الإِسلام " . أَوردَه الجوهريّ وأَراد مُفَارَقَةَ الأَمْصَارِ والذَّهَابَ في الأَرضِ وأَصْلُه من سَيْحِ الماءِ الجارِي فهو مجازٌ . وقال ابن الأَثير : أَراد مُفارَقَةَ الأَمصارِ وسُكْنَى البَرارِي وتَرْكَ شُهودِ الجُمُعَةِ والجَمَاعَاتِ . قال : وقيل : أَراد الّذِين يَسْعَون في الأَرض بالشَّرِّ والنَّمِيمةِ والإِفسادِ بين الناس وقد ساحَ . " ومنه المَسيح " عيسى " بنُ مَريَم " عليهما السّلام . في بعض الأَقاويل كان يَذهبُ في الأَرض فأَيْنَما أَدرَكَه اللَّيْلُ صَفَّ قَدَمَيْه وصَلَّى حتّى الصّباحِ . فإِذا كان كذلك فهو مَفْعُولٌ بمعنى فاعل . قد " ذَكرتُ في اشْتِقَاقِه خمْسِين قِولاً " - قال شيخُنَا : كُلُّهَا منقُولةٌ مبحوثٌ فيها أَنْكَرَها الجماهِيرُ وقالوا : إِنّمَا هي من طُرُق النَّظرِ في الأَلْفاظ وإِلاّ فهو ليس من أَلفاظ العرب ولا وَضَعتْه العرب لعيسى حتى يَتَخَرَّجَ على اشتقاقاتها ولُغَاتها - " في شَرْحِي لصَحيحِ البَخَارِيّ " المُسمَّى بمنْح البارِي " وغيرِه " من المصنّفات . قال شيخُنا : وشَرْحُه هذا غريبٌ جدّاً . وقد ذكره الحافَظُ ابنُ حَجَرٍ وقال : إِنه خَرجَ فيه عن شَرْح الأَحاديث المطْلُوبِ من الشَّرْح إِلى مَقالاتِ الشَّيْخ مُحْيِى الدّين بن عرَبِيّ رَحمَه الله الخارِجةِ عن البحث وتَوسَّعَ فيها بما كان سَبباً لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ الالتِفاتِ إِليه مع كثرةِ ما فِيه من الفوائد . بل بالغَ الحافِظ في شَيْنِ الكِتَابِ وشَناعَته بما ذكر . من المجاز : " السّائِح الصَّائمُ المُلازمُ للمَساجِدِ " وهو سِيَاحَة هذه الأُمّةِ . وقوله تعالى : " الْحامِدُونَ السَّائِحونَ " قال الزَّجّاج : السائحون - في قول أَهل التفسير واللُّغة جميعاً - : الصّائمون . قال : ومذْهب الحَسنِ أَنّهم الّذين يصومون الفَرْض . وقيل : هم الّذين يُدِيمون الصِّيامَ وهو ممّا في الكُتُب الأُول . وقيل : إِنما قيل للصائم : سائحٌ لأَنّ الّذِي يَسِيح متعبِّداً يَسيح ولا زاد معه إِنّما يَطْعم إِذا وَجَدَ الزَّادَ والصائمُ لا يَطْعَم أَيضاً فلِشَبَهِه به سُمِّيَ سائحاً . وسُئَل ابن عبَّاس وابنُ مسعُودٍ عن السَّائِحين فقالا : هم الصّائمون . " والمُسيِّح " كمعظَّم : " المُخْطَّط من الجرادِ " الواحدة مُسَيَّحَة . قال الأَصمعيّ : إِذا صار في الجراد خُطوطٌ سُودٌ وصُفْرٌ وبِيضٌ فهو المُسَيَّح فإِذا بَدَا حَجْمُ جَنَاحِه فذلك الكُتْفَانُ لأَنّه حينئذ يُكَتِّف المشْيَ . قال : فإِذَا ظَهرَتْ أَجْنحتُه وصار أَحمر إِلى الغُبْرَةِ فهو الغَوْغاءُ الواحِدةُ غوْغَاءَةٌ وذلك حين يَموجُ بعضُه في بعْض ولا يتوجَّهُ جِهةً واحِدَةً . قال الأَزهريّ هذا في رواية عمْرو بن بَحْرٍ . المُسيَّح أَيضاً : المُخَطَّطُ " من البُرُودِ " . قال ابن شُميلٍ : المُسيَّحُ من العباءِ : الّذي فيه جُدَدٌ : واحدةٌ بيضاءُ وأُخْرَى سَوْدَاءُ ليست بشَديدةِ السَّوادِ وكلُّ عَبَاءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحةٌ ؛ وما لم يكن جُددٌ فإِنّما هو كِساءٌ وليس بعَباءٍ من المَجاز : في التّهذيب : المُسيَّح " من الطَّرِيق : المُبَيَّن شَركُه " محرَّكةً هكذا هو مضبوطٌ في النُّسخ وضبطه شيخُنَا بضمَّتين ولْيُنْظَرْ " أَي طُرُقُه الصِّغارُ " وإِنما سَيَّحَه كثْرَةُ شركِه شُبِّهَ بالعَباءِ المُسيَّح . من المجاز : المُسيَّحُ : " الحِمَارُ الوَحْشيّ لجُدَّتِه الّتي تَفْصِلُ بين البَطْنِ والجَنْبِ " . وفي الأَساس : والعَيْرُ مُسيَّحُ العجِيزَةِ للبَيَاضِ على عَجِيزته . قال ذو الرُّمّة :