" الكَوْثُ : القَفْشُ " - بالقَاف والفَاءِ والشّين المعجمة - " الذي يُلْبَسُ في الرِّجْلِ " . قال أَبو منصور : وكأَنَّ المقطوعَ الذي يُلْبَسُ الرِّجْلَ يُسَمَّى كَوْثاً تشبيها بكَوْثِ الزَّرْعِ ويقال له القَفْشُ وكأَنَّه مُعَرّب كذا في اللّسان وهو نوعٌ من الخِفَافِ الصِّغارِ . كَوَّثَ الزَّرْعُ تَكْوِيثاً قال النَّضْرُ : " تَكْوِيثُ الزَّرْعِ : أَنْ يَصِيرَ أَرْبَعَ وَرَقَاتٍ وخَمْساً " وهو الكَوْثُ " وكُوثَى بالضَّمّ " ثلاث مَواضِعَ : " ة " وقيل : بلدة " بالعراقِ " ببابِلَ وتُسَمَّى كُوثَى الطَّرِيقِ . وكُوثَى رَبَّا : من ناحية بابِلَ بأَرْضِ العِرَاقِ أَيضاً وبها وُلِدَ سيِّدُنا الخَليلُ عليه السلامُ وطُرِحَ في النّار . " ومَحَلَّةٌ بمَكَّةَ لبَنِى عبدِ الدّارِ " بن قُصَىّ كذا في المُشْتَرَك لياقوت . وفي الرَّوض الأُنُف : أَن كُوثَى من أَسماءِ مَكّةَ . قلت : ونسبه ابنُ منظور لكُرَاع . قال السُّهَيْلّي : وأَمّا التي يَخْرُجُ منها الدَّجَّال فهي كُوثَى رَبَّا ومنها كانت أُمّ إِبراهيمَ عليه السّلام وأَبوها هو الذي احْتَفَرَ نَهرَ كُوثَى قاله الطَّبرىّ . وفي اللسان : قال محمدُ بنُ سِيرِينَ : سمعتُ عُبَيْدَةَ قالَ : سَمعْتُ عليّاً رضى الله عنه يقُول : " مَنْ كانَ سائِلاً عن نِسْبَتِنا فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثَى " . ورَوى ابنُ الأَعرابيّ : أَنه سأَلَ رجلٌ عليّاً : أَخْبِرْنِي يا أَميرَ المُؤْمِنِينَ عن أَصْلِكُمْ معاشِرَ قُريشٍ فقال : نَحْنُ قَومٌ من كُوثَى . واختلفَ النّاسُ في قوله : نحْن قَومٌ من كُوثَى فقال طائِفَةٌ : أَرادَ كُوثَى العِرَاق وهي سُرَّةُ السَّوادِ التي وُلدَ بها إِبراهِيمُ عليه السَّلامُ وقال آخرُون : أَراد بقوله كُوثَى مَكَّةَ وذلك لأَنَّ مَحَلَّةَ عبدِ الدّارِ يقالُ لها : كُوثَى فأَرادَ عَلِيٌّ : أَنّا مَكِّيُّونَ أُمِّيُونَ من أُمِّ القُرَى وأَنشَدَ لِحَسَّان : .
لَعَنَ اللهُ مَنْزِلاً بَطْنَ كُوثَى ... وَرَمَاهُ بالفَقْرِ والإِمْعَارِ .
لَيْسَ كُوثَى العِراقِ أَعْنِي ولكِنْ ... شَرَّةَ الدّارِ دَار عَبْدِ الدَّارِ قال أَبو منصور : والقَوْل هو الأَوّل لقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم " فإِنّا نَبَطٌ من كُوثَى " ولو أَراد كُوثَى مَكَّةَ لما قال نَبَطٌ وكُوثَى العِرَاقِ هي سُرَّةُ السَّوادِ من مَحَالِّ النَّبَطِ وإِنما أَراد علٌّى أَنّ أَبانا إِبراهيمَ كان من نَبَطِ كُوثَى وأَن نَسَبنا انْتَهى إِليه ونحو ذلك قال ابنُ عبّاس : " نَحْنُ مَعَاشِرَ قُرَيْش حَيٌّ من النَّبَطِ من أَهْلِ كُوثَى " والنَّبَطُ من أَهِل العِراق وهذا من عَلِىٍّ وابنِ عَبّاس رَضِيَ الله عنهم تَبَرُّؤٌ من الفَخْر بالأَنسابِ ورَدْعٌ عن الطَّعْنِ في الأَنسابِ وتَحقيقٌ لقوله عزّ وجلّ " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ " كذا في اللّسانِ . " والكَوْثَةُ " بالفتح وفي أُخرى : والكويثة " : الخِصْبُ " عن أَبي عَمرٍو . " وكَوَّثَ " الرجلُ " بغائِطِه تَكْوِيثاً : أَخْرَجَهُ كَرُءُوسِ الأَرانِبِ " على التَّشْبِيه . " والكَاثُ مُخَفَّفَةً : بمعنى " الكَاثِّ " المُشَدَّدَة " وقد سبقَ معناه . والكُوثِىُّ : القَصِيرُ كالكُوتِىّ من التهذيب . وكُوثِىُّ بنُ الرَّعْلاءِ : شاعرٌ وقد ذكر في ك و ت . وكَاثُ : قَلْعَةٌ بخُوَارَزْمَ .
فصل اللام من المثلثة .
ل - ب - ث .
" اللَّبْثُ " بالفَتْح " ويُضَمُّ " وهما غير مَقِيسَيْنِ " واللَّبَثُ مُحَرَّكَةَ " وهو المَقِيس " واللَّبَاثُ " كسَحَابٍ " واللُّبَاثُ " كغُرَاب " واللَّبَاثَةُ " كسَحَابَة " واللَّبِيثَةُ " كسَفِينَة وهؤلاءِ كلّها غيرُ مَقيسة ومعنَى الكلّ " : المُكْثُ " . وقال ابنُ سِيدَه : " لَبِثَ " بالمكان " كسَمِعَ " يَلْبَثُ لَبْثاً ولُبْثاً ولَبَثَاناً ولَبَاثَةً ولَبِيثَةً . فزاد لَبَثَاناً كسَحبَانٍ قال الجوهريّ : مصدر لَبِثَ لَبْثاً " وهو نادِرٌ " أَي مخالفٌ للقياس " لأَنَّ المصدَرَ من فَعِلَ بالكَسْرِ قِياسُه " أَن يكونَ " بالتَّحْرِيكِ إِذا لم يَتَعَدّ " مثل تَعِبَ تَعَباً قال : وقد جاءَ في الشِّعْرِ على القياس قال جرير :