قال ابنُ سِيدَه : لم يُفسِّرْه قال : وعندي أَنّه أَرادَ : وأَحَاثَا أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ فاحْتَاجَ إِلى حَذْفِ الهَمْزَة فحَذَفهَا قال : وقد يَجُوز أَن يُرِيدَ : وحَثَاً فقَلَبَ . " وحَوْثُ " بالواو " لُغَةٌ في حَيْثُ طائِيَّة " صَرّح به شَيْخُهُ ابنُ هِشَامٍ في المغنِى أَو تَمِيمِيَّة وقال اللِّحْيَانّي : هي لُغَةُ طَيِّىٍء فقط . قال ابنُ سِيده : وقد أَعْلَمْتُك أَنّ أَصلَ حَيْثُ إِنّمَا هُو حُوْثُ على ما نَذْكُره في تَرْجَمَةِ حيث ومن العَرَبِ من يَقُول : حَوْثَ فيفتح رواه اللِّحْيَانيّ عن الكِسَائِيّ كما أَنّ منهم من يقول : حَيْثَ رَوى الأَزْهَرِيّ بإِسْنَادِه عن الأَسوَدِ . قال : سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عُمَرَ : كيْفَ أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ ؟ قال : ارْمِ بِهِمَا حَوْثُ وَقَعَتَا . قال الأَزْهَرِيّ : كذا رَوَاهُ لَنَا وهي لغةٌ صحِيحَةٌ حَيْثُ وحَوْثُ : لُغَتَان جَيِّدتانِ والقرآنُ نزلَ باليَاءِ وهي أَفصحُ اللُّغَتَيْنِ . " والحَوْثاءُ : المرأَةُ السَّمِينَةُ " التَّارَّةُ وسيأْتي في الخَاءِ المعجمةِ فيما بعدُ . " والحُوثَةُ بالضّمّ اسمٌ " نقله الصاغَانيّ .
ومما يستدرك عليه : حُوثُ بالضَّمّ : قَريةٌ من بِلاد عَبْس بالقُرْبِ من تَعِزّ منها عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أَبي القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ فَضْلِ " الله " بنِ ثَامِرٍ العَكِّيّ الفَزارِيّ العَبْسِيّ الحَنَفِيّ ويعرف بالنَّجْرِيّ أَحَدُ العُلَمَاءِ المَشْهُورِين ترجمه السَّخَاوِيّ في الضَّوْءِ .
ح - ي - ث " .
حَيْثُ : كَلِمَةٌ دالَّةٌ على المَكَانِ " ؛ لأَنّه ظَرفٌ في الأَمْكِنَةِ " كحِينَ في الزَّمانِ " وهو مَذْهَبُ الجُمْهُور وحَكَى عليه جماعَةٌ الاتّفَاقَ قال شيخُنَا : وقد خالَفَ الأَخفشُ فادّعى أَنها تأْتِي وتَرِدُ للزّمَانِ وأَقوى شاهِدٍ على دَلالَتِهَا على الزّمَان قوله : .
حَيْثُما تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللهُ ... نَجَاحاً في غَابِرِ الأَزْمَانِ