كأَنَّني فَوْقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ ... جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنَانْ قال الجَوْهَرِيُّ : وهذا كقولهم رَجُلٌ مالٌ : كثيرُ المالِ ورَجُلٌ نالٌ : كثيرُ النَّوال وكَبْشٌ صافٌ : كثيرُ الصُّوف وَيَوْمٌ طانٌ : كثيرُ الطِّينِ ؛ وبئْرٌ ماهَةٌ ورجُلٌ هاعٌ لاعٌ ورجلٌ خافٌ . وأَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِلٌ بكسر العين . انتهى . وفي الحديث : " كان العَبّاسُ رَجُلاً صِيِّتاً " أَي : شديدَ الصَّوْتِ عالِيَهُ يقال : هو صَيِّتٌ وصائتٌ كمَيِّتٍ ومائتٍ وأَصلهُ الواو وبِناؤُه فَيْعِلٌ فقُلِبَ وأُدْغِمَ . والصِّيتُ بالكَسْرِ : الذِّكْرُ يقال : ذَهبّ في النّاس صِيتُه أَي ذِكْرُه وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ الحَسَنِ . وفي الصِّحاح : الجَميل الّذِي يَنتشِر في النّاس دُونَ القَبِيح وأَصلُه من الواو وإِنّما انقلبتْ ياءً لانكسارِ ما قبلَها كما قالوا : رِيحٌ من الرَّوْح كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ بكسر الفاءِ للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ المعلوم . وفي الحديث : " ما مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ له صِيتٌ في السَّمَاءِ " أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفانٌ قال : ويكونُ في الخَير والشَّرِّ كالصّاتِ والصَّوْتِ والصِّيتَةِ ورُبَّما قالوا : انتَشَر صَوتُه في النّاس بمعنى الصِّيت . قال ابنُ سِيدَهْ : والصَّوْت في الصِّيت لُغَةٌ . وقال لَبِيدٌ : .
وكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتَةٍ ... لآبائِه في كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وفي الحديث : فَصْلُ ما بَيْنَ الحلالِ والحرامِ الصَّوْتُ والدُّفُّ " يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ به في النّاس يُقال : له صَوْتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ . الصِّيتُ : المِطْرَقَةُ نَفْسُها قيل : الصِّيتُ : الصّائِغُ . قيل : الصَيْقَلُ نقله الصّاغانِيُّ . والمِصْوَاتُ بالكسر : المُصَوِّتُ . قولُهُم : دُعِيَ فانْصاتَ : أَي أَجابَ وأَقْبَلَ . انْصاتَ الرّجلُ : ذَهَبَ في تَوَارٍ نقلَهُ الصّاغّانيّ . انْصَاتَ المُنْحَنِي : إِذا اسْتَوَى هكذا في النُّسَخِ وفي أُخْرَى اسْتَوَى قائماً وصوابُه على ما في الصِّحاح وغيرِه : استَوَتْ قَامَتُهُ بعدَ انْحناءٍ كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ . والمُنْصاتُ : القَوِيمُ القامَةِ قال سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ وقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ : .
ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنيْدَةَ عاشَها ... وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا .
وعادَ سَوادُ الرَّأْسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ ... ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشَّبَابِ الَّذِي فاتا .
وراجَعَ أَيْدًا بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ ... ولكِنَّهُ من بَعْدِ ذا كُلِّهِ ماتا انْصاتَ بهِ الزَّمَانُ انْصِيَاتاً : إِذا صار مشْهُوراً . يُقالُ : مابالدَّارِ مِصْوَاتٌ أَي : أَحَدٌ يُصَوَّتُ . وفي بعض النُّسَخِ : مُصَوِّتٌ والمعنى واحد . وممّا يُسْتدْرَكُ عليه : أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ : إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لا يَشتهيه . وفي الحديث : " أَنهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ " هو أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بعضاً أَو يفعَلَ أَحدُهُم فعلاً له أَثرٌ فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طريق الفخر والعُجْبِ . والعَربُ تَقولُ : أَسْمَعُ صَوْتاً وأَرَى فَوْتاً : أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعْلاً . ومِثلُه : إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ ثمّ لا تَرى تحقيقاً يقالُ : ذِكْرٌ ولا حَساسِ . من أَمثالهم في هذا المعنى : لا خيْرَ في رَزَمَةٍ لا دِرَّة معها أَي : لا خَيرَ في قَولٍ ولا فِعْلَ معه . وكُلُّ ضرْبٍي من الغِناءِ صَوْتٌ ؛ والجمعُ الأَصواتُ . وقولُه عَزَّ وجَلَّ : " واسْتفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بصَوِتِك " قيل : بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ . وأَصَاتَ القَوْسَ : جَعلَها تُصَوِّتُ . وفي الأَساسِ : سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ فقال لصَحْبِه : كيف رَأَيْتمُوني ؟ قالوا : غَلَبَكَ بِرِيقٍ سَيِّغٍ وصَوْتٍ صَيِّتٍ فصل الضاد المعجمة مع المثناة الفوقية ض - غ - ت .
الضَّغْتُ أَهمله الجوهرىّ وقال الخليلُ : هو " اللَّوْكُ بالأَنْيَابِ والنَّوَاجِذِ " نقله الصاغَانيّ .
ض - و - ت