قيل : أَي صاحبُ حانوتٍ . وفي حديثِ عُمَرَ Bه " أَنَّه أَحْرَ بيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيّ وكان حانُوتاً يُعَاقَرُ فيه الخمرُ ويُبَاع " . قلتُ : وهو صريح في أَنّ ضمير كان راجع إِلى البيت لا إِلى رُوَيْشِد وهكذا حَقَّقه الزَّمخشَرِيُّ وشذّ شيخُنَا فأَرْجَعه إِلى رُوَيْشِد . ثم قال ابنُ منظور : وكانت العربُ تُسَمِّي بيوتَ الخَمّارِين : الحَوانِيتَ وأَهلُ العِرَاق يسمُّونَهَا المَواخيرَ واحدها حانُوتٌ وماخُور . والحانَةُ أَيضاً مِثلُه . وهذا مَوْضِعُ ذِكْرِهِ ؛ لأَنّ هَذهِ الحَروفَ أُصول فيه وقيل : إِنّهما من أَصل واحد وإِن اختلف بِناؤُهما وأَصلُها حانُوَة بوزن تَرْقُوة فلمّا سكّنت الواو انقلبت هاءُ التّأْنيث تاءً . وذكر الزَّمخْشَرِيّ قولاً آخَر وهو : أَنَّه من حنو فوَقَعَ فيه التَّقْدِيم والتّأْخير كطاغُوت وعليه فموضِعهُ المُعْتَلُّ . وذكره الجَوْهَرِيّ هَنَاكَ على ما سيأْتي عليه الكلام . قال أَبو حنيفةَ والنِّسْبَةُ إِلى الحانوت حانِيُّ وحانَوِيٌّ . قال الفَرّاءُ : ولم يقولُوا : حانُوتِيّ . قال ابنُ سِيدَهْ : وهذا نَسَب شاذٌّ البَتَّةَ لا أَشَذَّ منهُ لأَنّ حانُوتاً صحيح وحانيٌّ وحانَوِيٌّ معتَلّ فينبغي أَن لاَ يُعْتَدَّ بهذا القول . ووقع في نسخة شيخنا : حانُوتِيّ بالتّاءِ بدل حانَوِيّ وقال : هذا المُوَافق للأَصل الّذِي أَخْتَارُه الجاري على قَواعد التَّصرِيف ثم ردَّه لقول الفَرّاءِ . وهو غلط وفي كلامه خَبْط . فتأَمَّلْ .
وممّا يُستدرَكُ عليه أَيضاً : ما في التَّهْذيب عن أَبي زيد : رَجُل حَنْتَأْؤٌ ومَرْأَة حِنْتَأْوَةٌ وهو الّذي يُعْجبُ بنفسه وهو في أَعين النّاس صغير . وهذه اللفظة ذكرها المُصَنِّف في : حتأَ تَبَعاً لابْن سِيده وقد تقدَّم هناك . قال الأَزهريّ : أَصلُها ثلاثِيَة أُلحِقَت بالخُماسِيّ بهمزة وواوٍ زِيدتا فيها فكان ينبغي أَن ينبِّه عليها هنا .
ح ض ر م و ت .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : حَضْرَمَوْت وهي : مدِينَة مشهورة باليَمَن وقبيلة وذكرهُ المؤلِّف في حَضَرَ وكان ينبغي التَّنْبيهُ عليه هُنا ؛ لأَنها صارت كلمةً واحدةً بالتّركيب .
ح و ت .
الحُوتُ : السَّمَكَةُ كما في الصَّحاح . وفِي المُحْكَم : الحُوتُ : السَّمَكُ معروف . وقيل : هو ما عَظُمَ وج : أَحْواتٌ وحِوَتَةٌ بكسر الحاءِ وفتح الواو وحِيتانٌ بالكسر وعلى الأَوّل والثّالث اقتصر الجوهريّ وابْنُ منظور . الحُوتُ : اسمُ بُرْجٍ في السَّمَاءِ من الاثْنَيْ عَشَرَ . بَنُو الحُوت بْنِ الحارث الأَصْغر بنِ معاويةَ بنِ الحارِث الأَكبر : بطْنٌ من كِنْدَةَ . وقال ابنُ حَبيب : في كِنْدَة بنو حُوتِ وهو الحارِثُ بن الحارِث بن مُعاوية بن ثَوْرٍ وهو كِنْدَةُ . الحُوتُ بنُ سَبُعِ بنِ صَعْبِ بن مُعاوية بنِ كثير بن مالك بن جُشم بن هَمْدَان منهم : الحارثُ الأَعْورُ بنُ عبدِ الله بن كعْبِ بن أَسَدٍ بن مخلد بن حُوتٍ الفقيهُ صاحبُ عليّ Bه ذكرَه ابنُ الكلْبِيّ . وأَبو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَعَافِريّ عُرِف بابنِ الحُوتِ مُحَدِّث من أَهل طُليْطُلَة . والحُوْتاءُ من النّساءِ الضَّخْمَةُ الخاصِرَةٍ وفي اللسان : الخاصرتَينِ المسترخيةُ اللَّحْمِ . والحائتُ : الكثِيرُ العَذْلِ . من المَجَاز : حَاوَتهُ : إِذا راغَمَهُ كذا في النُّسَخ . والَّذي في الصِّحاح ولسان العرب والأَساس وغيرها راوَغهُ وهو الصَّوابُ ودافعَهُ وشاوَرَهُ وكالمَهُ بمُشَاوَرَةٍ . أو حاوَتهُ بمعنى كالمَهُ بمُوَاعَدَةٍ وهي في البَيْعِ نقله الصّاغانيُّ . وفي الأًساس : حاوَتنِي فلانٌ : رواغنِي وخادَعَنِي وظل يُحَاوِتُنِي بخُدَعِهِ : أَي يُدَاوِرُنِي كفعل الحُوت في الماءِ وأَنشد ثعلب : .
ظلَّتْ تُحَاوِتُنِي رَمْداءُ داهِيَةٌ ... يوْم الثَّوِيَّةِ عن أَهْلِي وعن مالي حات الطّائرُ على الشَّيءِ يَحُوت : أَي حامَ حَوْلَهُ . والحَوْتُ والحَوَتانُ مُحرَّكةً : حَوَمانُ الطّائرِ حوْل الماءِ . وفي نسخةٍ : الطَّيْرِ والوَحْشِيّ حَوْلَ الشَّيْءِ . وقد حاتَ بِه يحُوتُ قال طرَفةُ بنُ العَبْد : .
" ما كُنْتُ مَجْدُوداً إِذا غَدَوْتُ .
" وما لَقِيتُ مِثْلَ ما لقِيتُ