الهَيَّبانُ : زَبَدُ أفْواهِ الإبِلِ . وفي سِفْر السّعادة : الزَّبَد الذي يَخرجُ من فَمِ البعيرِ ويسَمّى اللُّغامَ . وفي المُجْمَل : هو لُغامُ البعيرِ وأنشد الأزْهَرِيُّ لذي الرُّمَّةِ : .
تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ كَأَنَّهُ ... جَنى عُشَرٍ تَنْفيهِ أشداقُها الهُدْلُ وجَنى العُشَر يَخرُجُ مثلُ رُمّانةٍ صغيرةٍ فيَنْشَقُّ عن مثل القَزِّ شَبَّهَ لُغامَها به . والبَوادي يجعلونه حُرَّاقاً يُوقِدونَ به النّار كذا في اللّسان . هَيَّبانُ : صَحابِيٌّ أسْلَمِيٌّ يُرْوى عن ابنه عبدِ اللهِ عنهُ في الصَّدَقة كذا في المعجم . هكذا يقوله أهلُ اللُّغَة وقد يُخَفَّفُ وهو قولُ المُحَدِّثينُ . وقد يُقالُ هَيَّفانُ بالفاءِ وهو قولُ بعضهم أيضاً . من المَجاز المَهيبُ كمبيع والمَهوبُ والمُتَهَيَّبُ بتشديد الياءِ المفتوحة : الأَسدُ لٍما يَهابُه النّاسُ . من المجازِ أيضاّ : الهَابُ : الحَيَّةُ . الهابُ : زَجْرُ الإبِلِ عندَ السَّوْقِ بِهابْ هابْ وقد أهابَ بِها الرَّجُلُ : زَجَرَها وأهابَ بالخَيْل : دَعاها أو زَجَرها بِهابْ أو بِهَبْ الأخيرُ مَرَّتِ الإشارةُ إليه في هبّ . وقال الجوهَريُّ : أهابَ بالبعير وأنشد لِطَرَفَةَ : .
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ وتَتَّقي ... بذي خُصَل رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ تَريعُ : أي تَرْجِعُ وتعودُ . وذي خُصَل أي ذَنَبٍ ذي خُصَل . ورَوْعات : فَزَعات . والأكْلَفُ : الفَحْلُ والمُلْبِد : صِفَتُه . يقال في زجْر الخيلِ : هَبي أي : أقْبِلي وأقْدِمي وهَلاً : أي قَرِّبي . قال الكميت : .
نُعَلِّمُها هَبي وهَلاً وأرْحِبْ ... وفي أبْياتِنا ولنا افْتُليِنَا وقال الأعْشَى : .
" ويَكْثُرُ فيها هَبِي واضْرَحِي قال الأزْهَريّ : وسمعتُ عُقُيْلِيَّا يقولُ لأَمَةٍ كانت تَرْعى رَوائد خيلٍ فجَفَلَتْ في يومٍ عاصفٍ فقال لها : ألا وأهيبي بها تَرِعْ إليكِ . فجَعَلَ دُعاءَ الخيل إهابَةً أيضاً قال : وأما هابِ فلم أسمَعْهُ إلا في الخَيْل دونَ الإِبِل . وأنشد بعضهم : .
" والزَّجْرُ هابِ وهَلاً تَرَهَّبُهْ ومَكانٌ مَهَابٌ بالفَتْح ومَهوبٌ كقولك : رجلٌ مَهُوبٌ وقد تقدمتِ الإشارةُ إليه ولو ذُكِرا في محلٍّ واحِدٍ كان أرْعى لصَنْعَتِه ولكن لمّا قرَنَه بمَهابِ اقتضى الحالُ تأْخيرَه أي : مَهولٌ يُهابُ فيهِ وعلى الأول قولُ أُمَيةَ بنِ أبي عائذٍ الهُذلِيّ : .
ألا يا لَقَوْمِ لِطَيْفِ الخَيالِ ... أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ .
أجازَ إِلَيْنا على بُعْدِهِ ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ قال ابنُ بَرّيّ : مَهابٌ : مَوضعُ هَيْبةِ . ومَهالٌ : مَوْضع هَوْلٍ . المَهاوِي : جمعُ مَهْوىً ومَهْوَاة لِما بَيْن الجَبَلَيْنِ ونحوهما . قلت : وهكذا في شرح ديوان الهُذَلِيّينَ لابن السُّكّرِيّ . وفي الصّحاح : رَجلٌ مهُوبٌ ومَكانٌ مُهوبٌ : بُنِيَ على قَوْلِهِم هُوبَ الرَّجُلُ حَيْثُ نَقلوا من الياءِ إلى الواوِ فيهما كذا في النُّسَخ وكأنَّه يعني مَهَاباً ومَهُوباً . والذي في الصّحاح : لمّا نُقِلَ من الياءِ إلى الواو فيهما لم يُسمَّ فاعِلُه ؛ وأنشد الكِسائيُّ : .
ويَأْوي إلى زُغْب مَساكينَ دُونَهُمْ ... فَلاً لا تَخَطّاهُ الرِّفاقُ مهُوبُ قال ابنُ بَرِّي : صوابُ إنشادِه : وتَأْوي بالتّاءِ ؛ لأنه يَصفُ قَطاةً ووجدتُ في هامش النُّسخة ما نَصُّه : هو حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ والمشهور في شعره : .
" تَعيثُ بهِ زُغْباً مَساكينَ دونَهُمْ