هكذا رواه ابن بَرّيّ وقال : كذا ذكره أَبو القاسم الزجّاجي في أماليه وفي العباب : وأَنشده الأَصمَعِيّ فقال : أَحسنتَ في الشِّعر غير أَنَّ هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكُرْسِيّ لَعابَتْها . قال : وكذلك غيرَ الإبلِ قال امرؤُ القيس : .
وأَعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالِدٍ ... كَمَشْيِ أَتانٍ حُلِّئَتْ عن مَناهِلِ وفي اللسان : وكذلك حَلأَ القومَ قال ابنُ الأَعرابي : قالت قُرَيْبَةُ : كانَ رجلاً عاشِقاً لمرأةٍ فتزوَّجها فجاءها النساءُ فقال بعضهنَّ لبعضٍ : .
" قدْ طالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ .
" فَخَلِّياهَا والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ وفي الحديث " يَرِدُ عليَّ يومَ القِيامَة رَهْطٌ فَيُحَلَّئونَ عن الحَوْضِ " أَي يُصَدُّونَ عنه ويُمنعونَ من وُروده وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكوع : " فأَتيتُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم وهو على الماءِ الذي حَلَّيْتُهم عنه بذِي قَرَدٍ " هكذا جاءَ في الرواية غير مهموز قُلِبَت الهمزة ياء وليس بالقياس لأنَّ الياء لا تُبدَل من الهمزة إِلاَّ أن يكون ما قبلها مكسوراً وقد شذَّ قَرَيْتُ في قرَأْت وليس بالكثير والأصل الهمز . وحَلأَه كذا دِرْهماً أَعطاه إيَّاه كَحَلأَهُ وأَحْلأَهُ . وحَلأَ السَّويقَ تَحْلِئَةً : حَلاَّهُ وكذلك أحْلأْتُ السَّويقَ قال الفرَّاء : قد هَمَزوا غيرَ مهموزٍ لأنَّه من الحَلْواءِ بالمدِّ وكذلك رَثأْتُ المَيْتَ وسيأتي في درأ توضيح لذلك . والتِّحْلِئُ بالكسر : شَعَرُ وجهِ الأَديمِ ووَسَخُه وسَوادُه كالتِّحْلِئَةِ بالهاء وقد صرَّح أَبو حيَّان بزيادة تاءَيهما . وفي العباب : التِّحْلِئُ : ما أفْسَدَه السِّكِّين من الجِلْدِ إذا قُشِرَ تقول منه حَلِئَ الأَديمُ بالكسر حَلأً بالتحريك إذا صار فيه التِّحْلِئُ . والحَلأُ محرَّكةً أيضاً : العُقْبولُ وتقول من ذلك حَلِئَ إذا صار فيه التِّحْلِئُ هكذا في سائر النسخ والأولى : إذا صارَ فيه الحَلأُ ويقال حَلِئت الشَّفَةُ إذا بَثُرَتْ بعد المَرَضِ . قال الأَزهري : وبعضهم لا يهمِز فيقول حَلِيَتْ شَفَتُه حَلًى مقصور وقال ابن السكّيت في باب المقصور والمهموز : الحَلأُ هو الحَرُّ الذي يخرُج على شَفةِ الرجلِ غِبَّ الحُمَّى والمِحْلأَةُ بالكسر اسم ما حُلِئَ به الأَديمَ أَي قُشِر وقال شَمِر : الحالِئَةُ : حيَّةٌ خبيثةٌ تَحْلأُ من تلسَعه السَّمَّ كما يَحْلأُ الكَحَّالُ الأَرمَدَ حُكاَةً فيكحُلُه بها وربها فُسِّرَ المثلُ المتقدِّم . ومن المجاز رجلٌ تِحْلِئةٌ إذا كانَ ثقيلاً يلزَقُ بالإنسان فيَغُمُّه . ومن الأَمثال : " حَلوءةٌ تُحَكُّ بالذَّراريحِ " يُضْرَب لمن قولُه حسن وفِعله قبيح . والتركيب يدلُّ على تنحية الشيء .
ح م أ