القوم أنه لا يكون أحد مسلما حتى يشك في الله D وفي صحة النبوة وفي هل رسول الله صلى اله عليه وسلم صادق أم كاذب ولا سمع قط سامع في الهوس والمناقضة والاستخفاف بالحقائق فاقبح من قول هؤلاء أنه لا يصح الإيمان إلا بالكفر ولا يصح التصديق إلا بالجحد ولا يوصل إلى رضاء الله D إلا بالشك فيه وإن من اعتقد موقنا بقلبه ولسانه إن الله تعالى ربه لا إله إلا هو وإن محمدا رسول الله وإن دين الإسلام دين إلى الذى لا دين غيره فإنه كافر مشرك اللهم إنا نعوذ بك من الخذلان فو الله لولا خذلان الله تعالى الذى هو غالب على أمره ما إنطلق لسان ذى مسكة بهذه العظيمة وهذا يكفى من تكلف النقص لهذه المقالة الملعونة ومن بلغ هذا المبلغ حسن السكوت عنه ونعوذ بالله من الضلال ثم نقول لهم إخبرونا عن هذا الذى أوجبتم عليه الشك في فرض أو الشك في صحة النبوة والرسالة كم تكون هذه المدة التى أوجبتم عليه فيه البقاء شاكا مستدلا طالبا للدلائل وكيف إن لم يجد في قريته أو مدينته ولا في أقليمة محسنا للدلائل فرحل طالبا للدلائل فاعترضته أهوال ومخاوف وتعذر من بحر أو مرض فاتصل له ذلك ساعات وأياما وجمعا وشهورا وسنين ما قولكم في ذلك فإن حدوا في المدة يوما أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك كانوا متحكمين بلا دليل وقائلين بلا هدى من الله تعالى ولم يعجز أحد عن أن يقول في تحديد تلك المدة بزيادة أو نقصان ومن بلغ ها هنا فقد ظهر فساد قوله وإن قالوا لا نحد في ذلك حدا قلنا لهم فإن إمتد كذلك حتى فنى عمره ومات في مدة إستدلاله التى حددتم له وهو شاك فى الله تعالى وفي النبوة أيموت مؤمنا ويحب له الجنة أم يموت كافرا وتجب له النار فإن قالوا يموت مؤمنا تجب له الجنة أتو بأعظم الطو أم وجعلوا الشكاك في الله الذين هم عندهم شكاك مؤمنين من أهل الجنة وهذا كفر محض وتناقض لاخفاء به وكانوا مع ذلك قد سمعوا في أن يبقى المرء دهره كله شاكا في الله D وفي النبوة والرسالة فإن قالوا بل يموت كافرا تجب له النار قلنا لهم لقد أمر تموه بما فيه هلاكه وأوجبتم عليه ما فيه دماره وما يفعل الشيطان الإهذا في أمره بما يؤدى إلى الخلود في النار بل هو في حكم أهل الفترة قلنا لهم هذا باطل لأن أهل الفترة لم تأتهم النذارة ولا بلغهم خبر النبوة والنص إنما جاء فى أهل الفترة ومن زاد في الخبر ما ليس فيه فقد كذب على الله D ثم نقول لهم وبالله تعالى التوفيق ما حد الإستدلال الموجب لاسم الإيمان عندكم وقد يسمع دليلا عليه اعتراض أيجزيه ذلك لدليل أم لا فإن قالوا يجزيه قلنالهم ومن أين وجب أن يجزيه وهو دليل معترض فيه وليس هذه الصفة من الدلائل المخرجة عن الجهل إلى العلم بل هي مؤدية إلى الجهل الذي كان عليه