تعالى فعل تمليكه وملكه على أهل الأيمان ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن ذلك يسخط الله عزوجل ويغضبه ولا يرضاه وهو نفس الذي أنكرته المعتزلة وشنعت به .
قال ابو محمد ونسالهم عما مضت الدنيا عليه مذ كانت من أولها الى يومنا هذا من النصر النازل على ملوك أهل الشرك والملوك الجورة والظلمة والغلبة المعطاة لهم على من ناوأهم من أهل الاسلام وأهل الفضل واحترام من أرادهم بالموت أو باضطراب الكلمة ويانى النصر لهم بوجوه الظفر الذي لا شك في أنه الله تعالى فاعله من أماته أعدائهم من أهل الفضل وتاييدهم عليهم وهذا ما لا مخلص لهم في أن الله تعالى أراد كونه وقال عزوجل ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين فنص تعالى نصاجليا لا يحتمل تاويلا على أنه كره ان يخرجوا في الجهاد الذي افترض عليهم الخروج فيه مع رسول الله A فقد كره تعالى كون ما أراد ونص على أنه ثبطهم عن الخروج في الجهاد ثم عذبهم على التثبيط الذي أخبر تعالى أنه فعله ونص تعالى على أنه قال اقعدوا مع القاعدين وهذا يقين ليس بأمر الزام لان الله تعالى لم يأمرهم بالقعود عن الجهاد مع رسوله A بل لعنهم وسخط عليهم اذ قعدوا فاذ لا شك في هذا فهو ضرورة امر تكوين فصح ان الله تعالى خلق قعودهم المغضب له الموجب لسخطه واذا نص تعالى على امر فلا اعتراض لاحد عليه وقال عزوجل فلا تعجبك اموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون وهذا نص جلى على أنه عزوجل اراد ان يموتوا وهو كافرون وانه تعالى اراد كفرهم والقاف من تزهق مفتوحة بلا خلاف من أحد من القراء معطوفة على ما اراد الله عزوجل من أن يعذبهم بها في الدنيا والواو تدخل المعطوف في حكم المعطوف عليه بلا خلاف من أحد في اللغة التي بها خاطبنا الله تعالى .
قال ابو محمد فان قال قائل فان الله عزوجل قال في الذين قعدوا عن الخروج مع رسول الله A لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم فلهذا ثبطهم قلنا لا عليكم أكانوا مامورين بالخروج معه عليه السلام متوعدين بالنار ان قعدوا لغير عذرأم كانو غير مأمورين بذلك فاذ لا شك في أنهم كانوا مأمورين فقد ثبطهم الله عزوجل عما أمرهم به وعذبهم على ذلك وخلق قعودهم عما أمرهم به ثم نقول لهم أكان تعالى قادرا على أن يكف عن أهل الاسلام خبالهم وفتنتهم لو خرجوا معهم أم لا فان قالوا لم يكن قادرا على ذلك عجزوا ربهم تعالى وإن قالوا أنه تعالى كان قادرا على ذلك رجعوا إلى الحق وأقروا ان الله تعالى ثبطهم وكره كون ما أفترض عليهم وخلق قعودهم الذي عذبهم عليه ولا مهم عليه كما شاء لا معقب لحكمة وبالله تعالى التوفيق .
قال ابو محمد فاذ جاءت النصوص كما ذكرنا متظاهرة لا تحتمل تأويلا بأنه عزوجل أراد ضلال من ضل وشاء كفر من كفر فقد علمنا ضرورة ان كلام الله تعالى لا يتعارض فلما اخبر عزوجل انه لا يرضى لعباده الكفر فبالضرورة علمنا ان الذي نفى D هو غير الذي أثبت فإذ لا شك في ذلك فالذي نفى تعالى هو الرضى بالكفر والذي أثبت هو الارادة لكونه والشيئة لوجوده وهما معنيان متغايران بنص القرآن وحكم اللغة فان أبت المعتزلة من قبول كلام ربهم وكلام نبيهم A وكلام ابراهيم ويوسف وشعيب وسائر الانبياء صلى الله عليهم وسلم وأبت