موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك هذا ما لا خلاف فيه .
قال أبو محمد فصح بما ذكرنا إن الدور سبع وهى عالمون كل عالم منها قائم بذاته فأولها دار الإبتداء وعالمه وهو الذى خلق D فيه الأنفس جملة واحدة وأخذ عليها العهد هكذا نص تعالى على إنها الأنفس بقوله D واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وهى دار واحدة لأنهم كلهم فيها مسلمون وهى دار طويلة على آخر النفوس جدا الا على أول المخلوقين فهى قصيرة عليهم جدا وثانيها وهى دار الإبتلاء وعالمه وهى التى نحن فيها وهى التى يرسل الله تعالى النفوس إليها من عالم الأبتداء فتقيم فيه في أجسادها متعبدة ما أقامت حتى تفارقه جيلا بعد جيل حتى تستوفى جميع الأنفس المخلوقة بسكناها الموفق لها فيه ثم ينقضى هذا العلم وهى دار قصيرة جدا على كل نفس في ذاتها لأن مدة عمر الإنسان فيها قليل ولو عمر الف عام فكيف بأعمار جمهور الناس التى هى من ساعة إلى حدود المائة عام ثم داران اثنتان للبرزخ وهما اللتان ترجع إليهما النفوس عند خروجها من هذا العالم وفراقها أجسادها وهما عند سماء الدنيا نص على ذلك رسول الله A وذكر أنه رأى ليلة أسر به عليه الصلاةوالسلام آدم في سماه الدنيا وعن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فسأل عنها فأخبر إنها نسم بنيه وإن الذين عن يمينه أرواح أهل السعادة والذين عن يساره أرواح أهل الشقاء وقد نص الله تعالى على هذا أيضا فقال تعالى وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين وقال تعالى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما من كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين وقال تعالى ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة .
قال أبو محمد رضى الله عنه هكذا نص رسول الله A على أن أرواح الشهداء في الجنة وكذلك الأنبياء بلا شك فمن الباطل أن يفوز الشهداء بفضل يحرمه الأنبياء وهم المقربون الذين ذكر الله تعالى أنهم في الجنة إذ يقول تعالى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم فهاتان داران قائمان لم يدخل أهلهما بعد لا جنة ولا نارا بنص القرآن والسنة وقال تعالى النار يعرضون عليها غدوا عشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب وقال تعالى حاكيا عن الكفار إنهم يقولون يوم البعث يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فصح أنهم لم يعذبوا في النار بعد وهكذا جاءت الأخبار كلها بأن الجميع يوم القيامة يصيرون إلى الجنة وإلى النار لا قبل ذلك حاشى الأنبياء والشهداء فقط ولا ينكر خروجهم من الجنة لحضور الحساب فقد دخل رسول الله A الجنة ثم خرج عنها قال تعالى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وهما داران طويلتان على أول النفوس جدا حاشى آخر المخلوقين فهى قصيرة عليهم جدا وإنما استقصرها الكفار كما قال D في القرآن لأنهم انتقلوا عنها إلى عذاب النار نعوذ بالله منها فاستقلوا تلك المدة وإن كانت طويلة حتى ظنها بعضهم لشدة ما صاروا اليه يوما أو بعض