ذكر في توراتهم أن في هذه المدة تزوج يهوذا بنت شوع وولدت له ولدا ثم ثانيا ثم ثالثا وأن الأكبر بلغ فزوج زوجة ثم مات بعدد دخوله بها فزوجت بعده من أخيه فكان يعزل عنها فمات وبقيت مدة حتى كبر الثالث ولم تزوج منه فزنت بيهوذا والد زوجها فولد له منها توءمان ثم ولد لأحد ذينك التوءمين ابنان وهذا محال ممتنع لا خفاء به لا يمكن البتة في طبيعة بني بشر ولا سبيل إليه في الجبلة والبنية بوجه من الوجوه هبك أن يهوذا اعتزل عن اخوته وتزوج بنت شوع بائر بيع يوسف بيوم وحبلت زوجته وولدت له الولد الأكبر في عامها الثاني ثم الثاني في عام آخر ثم الثالث في عام ثالث وهبك أن الأكبر زوج وله اثنا عشر عاما من جملة اثنين وعشرين عاما وبقي معها ما بقي ثم زوجت منن الثاني وله اثنا عشر عاما فبقي يعزل عنها لئلا ينسب إلى أخيه من يولد له منها ثم مات وبقيت تنتظر ان يكبر شيلة وتزوج منه حتى طال عليها ورأت أنه قد كبر ولم تزوج منه وهذا لا يكون البتة في أقل من عام فهذه أربعة عشر عاما ثم زنت بيهوذا فحملت فولدت فهذا عام أو أقل بيسير فلم يبق من الإثنين وعشرين عاما إلا سبعة أعوام إلى ثمانية أعوام لا أكثر البتة فمن المحال الممتنع في العقل أن يوجد لرجل ابن ثمان سنن أو سبع سنين ولدان ما رأيت أجهل بالحساب من الذي عمل لهم التوراة وحاشى لله أن يكون هذا الخبر البارد الكاذب عن الله تعالى أو عن موسى عليه السلام ولا عن إنسان يعقل ما يقول ويستحي من تعمد الكذب الفاضح ونسأل الله العافية .
فصل .
وبعد ذلك ذكر عدد بني يعقوب المولودين بالشام عند خاله لابان الداخلين معه مصر فذكر الذين ولدت له ليئة وهم ست ذكور وابنة واحدة وذكر أولاد هؤلاء الستة وسماهم فذكر لرأوبين أربعة ذكور ولشمعون ستة ذكور وللاوى ثلاثة ذكور وليهوذا ثلاثة ذكور وابني ابن له فهم خمسة وليساخر أربعة ذكور ولزابلون ثلاثة ذكور المجتمع من بني ليئة في نص توراتهم بعقب تسميتهم هؤلاء بنو ليئة وعدد أولادها وبناتها ثلاثة وثلاثون هكذا نص توراتهم وهذا خطاء في الحساب تعالى الله عن أن يخطيء في الحساب أو أن يخطيء فيه موسى عليه السلام فصح أنها من توليد جاهل غث أو من عابث سخر بهم وكشف سواءتهم .
فصل .
ثم ذكر بعد هذا أولاد راحيل فذكر يوسف وبنيامين وبنيهما قال وهم أربعة عشر وذكر أولاد زلفى عاد وأشار وبنيهما قال وهم ستة عشر وذكر أولاد بلهة دان نفتالى وبنيهما قال وهم سبعة ثم وصل ذلك بأن قال وعدد نسل يعقوب الذين دخلوا معه مصر سوى نساء أولاده ستة وستون وابنا يوسف اللذان ولدا له بمصر اثنان فجميع الداخلين مصر سبعون قال أبو محمد Bه هذا خطأ فاحش لأن المجتمع من الأعداد المذكورة تسعة وستون فإذا سقطت منهم ولدي يوسف اللذان ولدا له بمصر بقي سبعة وستون وهو يقول ستة وستون فهذه كذبة ثم قال فجميع الداخلين معه إلى مصر سبعون فهذه كذبة ثانية وقد قدمنا أن الذي عمل لهم التوراة كان ضعيف البصارة بالحساب وليست هذه صفة الله D ولا صفة من معه مسكة عقل تردعه عن الكذب وتعمده على الله تعالى وعن تكلف