وموسى عليهما السلام هكذا ذكر نسبها في قرب آخر السفر الرابع ثم ينسبون داود عليه السلام أنه زنى جهارا بامرأة رجل من جنده محصنة وزوجها حي وأنها ولدت منه من ذلك الزنا ابنا ذكرا ثم مات ذلك الفرخ الطيب ثم تزوجها وهي أم سليمان ابن داود عليهما السلام ثم ينسبون إلى امثون بن داود عليهما السلام أنه فسق بسرارى أبيه علانية أمام الناس ثم ينسبون إلى سليمان عليه السلام العهر وأنه تزوج نساء لا يحل له زواجهن وأنه بنى لهن بيوت الأوثان وقرب لهن القرابين للأوثان مع ما ذكرنا قبل ونذكر إن شاء الله تعالى من نسبتهم إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف عليهم السلام ولكن أين هذا مما في توراتهم من نسبتهم لعب الصراع إلى الله تعالى مع يعقوب والكذب المفضوح فيما وعده وأخبر به فعلى من يصدق بشيء من كل هذا الإفك لعنه الله وغضبه فاعجبوا لعظيم كفر هؤلاء القوم وما افتراه الكفرة أسلافهم الانتان على الله تعالى وعلى رسله عليهم السلام ثم على كل كتاب حقق فيه شيء من هذا وعلى كاتبه لعنة الله وغضبه عدد كل شيء خلق الله فاحمدوا الله معاشر المسلمين على ما هداكم له من الملة الزهراء التي لم يشبها تبديل ولا تحريف والحمد لله رب العالمين .
قال أبو محمد Bه وأما الكذبة الفاحشة المفضوحة التي هي من المحال المحض والإفتراء المجرد فهو ما أذكره إن شاء الله تعالى فتأملوه تروا عجبا ذكر في توراتهم نصا أن يهوذا بن يعقوب كان مع اخوته يرعون أذوادهم إذ باعوا أخاهم يوسف وأن يهوذا أشار عليهم ببيعه واخراجه من الجب ليخلصه بذلك من الموت ثم ذكر بعد ذلك أن يهوذا اعتزل عن اخوته وصار مع حيرة العدلامي ورأى ابنة رجل كنعاني اسمه شوع فتزوجها وولدت له ولد اسمه عير ثم ولدا آخر اسمه أونان ثم ولدا آخر اسمه شيلة كما ذكرنا آنفا حرفا حرفا وذكر بعد ذلك أن عير تزوج امرأة اسمها ثامار ودخل بها وكان مذنبا ولذلك قتله الله تعالى فزوجها من أخيه اونان فكان يعزل عنها فمات لذلك وبقيت أرملة ليكبر شيلة وتزوج منه وأن شيلة كبر ولم تزوج منه وقد اعترف بذلك يهوذا إذ قال هي أعدل مني إذ منعتها شيلة ابني وذكر بعد ذلك أنها تحيلت حتى زنت بيهوذا نفسه والد زوجها وحبلت منه وولدت منه توءمين فارص وزارح كما ذكرنا قبل ثم ذكر بعد ذلك نسل يعقوب وأولاد أولاده المولودين بالشام ودخلوا معه مصر فذكر فيهم حصرون وحامول ابني فارص بن يهوذا فاضبطوا هذا وذكر في توراتهم أن يوسف عليه السلام إذ بلغ ست عشرة سنة كان يرعى ذودا مع إخوته عند أبيه وأنهم باعوه فصح أنه كان ابن سبع عشرة سنة إذ باعوه وهكذا ذكر في توراتهم ثم ذكر في توراتهم أن يوسف عليه السلام كان إذا دخل على فرعون وفسر له رؤياه في البقرات والسنابل وولاه أمر مصر ابن ثلاثين سنة ثم ذكر في توراتهم أن يوسف عليه السلام كان إذ دخل أبوه مصر مع جميع أهله ابن تسع وثلاثين سنة هذا منصوص فيها بلا خلاف من واحد منهم فصح يقينا أنه لم يكن بين دخول يعقوب مع نسله مصر وبين بيع يوسف إلا اثنان وعشرون سنة وربما أشهر يسيرة زائدة لا أقل ولا أكثر هذا حساب ظاهر لا يخفى على جاهل ولا عالم وقد