قديم والآخر محدث الا أن الباطنية عبرت عن الصانعين بالاول والثانى وعبر المجوس عنهما بيزدان وأهر من فهذا هو الذى يدور في قلوب الباطنية ووضعوا اساسا يؤدى اليه ولم يمكنهم إظهار عبادة الثيران فاحتالوا بأن قالوا للمسلمين ينبغى ان تجمر المساجد كلها وأن تكون فى كل مسجد مجمرة يوضع عليها الند والعود فى كل حال وكانت البرامكة قد زينوا للرشيد أن يتخذ فى جوف الكعبة مجمرة يتبخر عليها العود أبدا فعلم الرشيد أنهم أرادوا من ذلك عبادة النار فى الكعبة وأن تصير الكعبة بيت نار فكان ذلك أحد أسباب قبض الرشيد على البرامكة ثم ان الباطنية لما تأولت اصول الدين على الشرك احتالت ايضا لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدى الى رفع الشريعة أو الى مثل أحكام المجوس والذى يدل على ان هذا مرادهم بتأويل الشريعة أنهم قد اباحوا لاتباعهم نكاح البنات والاخوات وأباحوا شرب الخمر وجميع اللذات .
ويؤكد ذلك ان الغلام الذى ظهر منهم بالبحر بن والاحساء بعد سليمان بن الحسين القرمطى سن لأتباعه اللواط وأوجب قتل الغلام الذى يمتنع على من يريد الفجور به وأمر بقطع يد من اطفأ نارا بيده وبقطع لسان من اطفأها بنفخة وهذا الغلام هو المعروف بابن أبى زكريا الطامى وكان ظهوره فى سنة تسع