والملحمة الثانية يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول ثم يقبلون فينزلون عكا وقد هلك ملكهم ابن المقتول فيلتقي المسلمون بعكا ويحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما ويستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطؤن عن نصرهم فلا يبقى يومئذ مشرك حر ولا عبد من النصرانية إلا أمد الروم فيفر ثلث أهل الشام ويقتل الثلث ثم ينصر الله البقية فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها ويقتلون ملكهم .
والملحمة الثالث يرجع من رجع منهم في البحر وينضم إليهم من كان فر منهم في البر ويملكون ابن ملكهم المقتول صغير لم يحتلم وتقذف له مودة في قلوبهم فيقبل بما لم يقبل به ملكاهم الأولان من العدد فينزلون عمق أنطاكية ويجتمع المسلمون فينزلون بإزائهم فيقتتلون شهرين ثم ينزل الله نصره على المسلمين فيهزمون الروم ويقتلون فيهم وهم هاربون طالعون في الدرب ثم يأتيهم مدد لهم فيقفون ويبدأ من المسلمين فتكر عليهم كرة فيقتلونهم وملكهم وتنهزم بقيتهم فيطلبهم المهاجرون فيقتلونهم قتلا ذريعا فحينئذ يبطل الصليب وينطلق الروم إلى أمم من ورائهم من الأندلس فيقبلون بهم حتى ينزلوا الدرب فيتميز المهاجرون نصفين فيسير نصف في البر نحو الدرب والنصف الآخر يركبون في البحر فيلتقي المهاجرون الذين في البر ومن في الدرب من عدوهم فيظفرهم الله بعدوهم فيهزمهم هزيمة أعظم من الهزايم الأولى ويوجهون البشير إلى إخوانهم في البحر .
إن موعدكم المدينة فيسيرهم الله أحسن سيرة حتى ينزلوا على المدينة فيفتحونها ويخربونها ثم يكون بعد ذلك أندلس وأمم فيجتمعون فيأتون الشام فيلقاهم المسملون فيهزمهم الله D