واستدلوا بقوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك فدل على أن ذلك من العباد وليس من الله تعالى .
قلنا أنتم لا تقولون بظاهر الآية لأن عندكم أفعال العباد مخلوقة خيرها وشرها أفلا يقولون إن الحسنة من الله سبحانه وتعالى .
أيضا فإن الإصابة إنما تستعمل فيما يكون بغير الاختيار يقال أصابه مرض وخسران .
فأما ما يقع باختياره لا تستعمل فيه هذه الكلمة لا يقال إصابة أكل وشرب فلم يكن لهم حجة .
ثم نعارضها بقوله تعالى إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فدل على أن الجميع بمشيئة الله D وقضائه .
مسألة .
التوفيق خلق قدرة الطاعة والخذلان خلق قدرة المعصية ثم الموفق لا يعصي لعدم القدرة والمخذول لا يطع لعدم القدرة والرب تعالى قادر على توفيق جملة العباد وعلى خذلانهم والعصمة هي التوفيق بعينه