استدلوا بقوله D سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ثم وبخهم عليه ورد مقالتهم .
قلنا إنما وبخهم لاستهزائهم بالدين فإنهم سمعوا من الرسول أن الأمور بإرادة الله تعالى فلما طولبوا بالإسلام على سبيل الاستهزاء لو شاء الله ما أشركنا وغرضهم بذلك رد دعوة الأنبياء .
والدليل عليه أنه قال بعد ذلك إن يتبعون إلا الظن .
وأيضا فإن الإيمان بصفات الله تعالى فرع للإيمان بالله سبحانه وتعالى وهم أنكروا الصانع فكيف يؤمنون بصفاته قالوا فإن الله سبحانه وتعالى قال وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فدل أن الله تعالى أراد من العباد العبادة وهم يكفرون .
فالجواب أن الآية قد دخلها التخصيص فإن الصبيان والمجانين خصوا في الآية وعندهم العموم إذا دخله التخصيص صار مجملا .
ثم المراد بالآية بيان استغناء الله تعالى عن عباده بدليل أنه قال ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون .
والحمل على ما ذكرناه أولى لأن الله تعالى قد علم أن معظم الخليقة يكفرون فإذا حملوا الآية على ظاهرها فيصير تقديره ما خلقت من علمت أنه لا يؤمن إلا ليؤمن وذلك تناقض ظاهر