ولا يجوز حمل هذه الآية على الإرشاد إلى طريق الجنان لأن الله تعالى علق الهداية على مشيئته فكل من يستوجب الجنة فحتم على الله تعالى أن يدخله الجنة ولا تتعلق المشيئة .
ومنها قول الله سبحانه وتعالى ختم الله على قلوبهم وقوله بل طبع الله عليها وقوله D وجعلنا قلوبهم قاسية وجعلنا على قلوبهم أكنة فهذه الآيات على أن الهداية والضلالة من الله D وأنه مريد كفر الكافرين وإيمان المؤمنين وأنه متفرد بخلقه .
شبهتهم قالوا الله تعالى أمرنا بالإيمان والطاعة ونهانا عن الكفر والفجور والمعصية ويستحيل في حقه أن يأمرنا بما يكرهه ويأباه وينهانا عما يريده لأن الجمع بين الأمر وكراهة المأمور به وبين النهي وإرادة المنهي تناقض وهو يشابه الأمر بالشيء والنهي عنه فإذا ثبت أن ما أمر الله سبحانه وتعالى به فقد أراده وما نهى عنه فلم يرده .
قلنا لا نساعدكم على هذه القاعدة بل يجوز في العقل أن يأمر العاقل بما لا يريده