والدليل على أنه مستغني عن المحل إنه لو افتقر إلى المحل لزم أن يكون المحل قديما لأنه قديم أو يكون حادثا كما أن المحل حادث وكلاهما كفر .
والدليل عليه أنه لو كان له محل لاتصف المحل به لأن ما قام بمحل يتصف به المحل ألا ترى أن السواد إذا قام بمحل يتصف به المحل حتى يسمى المحل أسودا والعلم إذا قام بمحل يسمى عالما وإذا كان هو صفة المحل لم يجز أن يكون قادرا عالما لأن الصفة لا تقبل الصفة والأحكام التي هي موجبات المعاني كالعلم لا يجوز أن يكون قادرا والقدرة لا يجوز أن تكون عالمة وسنبين أن الباري تعالى حيا عالما قادرا إلى غير ذلك .
والدليل عليه أنه لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو أما أن يكون مثل العرش أو أصغر منه أو أكبر وفي جميع ذلك إثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر .
والدليل عليه أنه لو كان في جهة وقدرنا شخصا أعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل بقطع المسافة والصعود إلى فوق لا يخلو أما أن يصل إليه وقتا ما أو لايصل إليه .
فإن قالوا لا يصل إليه فهو قول بنفي الصانع لأن كل موجودين بينهما