الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفخم .
وجملة قولنا بأنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاؤوا به من عنده وبما رواه الثقات عن رسول الله ولا نرد من ذلك شيئا وأن الله استوى على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى ونقول فيما اختلفنا فيه بالرد إلى كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين .
فإن قال قائل ما تقولون في الاستواء قيل له إن الله مستو على عرشه كما قال الرحمن على العرش استوى ونبطل تأويل من تأول بمعنى استولى .
إن هذا تفسير لم يقل به أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين بل أول من قال ذلك الجهمية والمعتزلة كما قاله أبو الحسن الأشعري في كتاب المقالات وكتاب الإبانة فإنه كان معلوما للسلف علما ظاهرا فيكون التفسير المحدث باطلا ولهذا قال مالك الاستواء معلوم وأما قوله والكيف مجهول فالجهل بالكيف لا ينفي علم