وقال في الفتح أيضا قوله ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب حمله بعض الأئمة على مجاز الحذف أي يأمر من ينادي فاستبعده من أثبت الصوت بأن في قوله يسمعه من بعد إشارة إلى أنه ليس من المخلوقات لأنه لم يعهد مثل هذا فيهم وبأن الملائكة إذا سمعوه صعقوا وإذا سمع بعضهم بعضا لم يصعقوا قال فعلى هذا فصوته سبحانه وتعالى صفة من صفات ذاته لا يشبه صوت غيره إذ ليس يوجد شيء من صفاته في صفات المخلوقين قال وهكذا قرره المصنف يعني البخاري في كتابه خلق الأفعال انتهى .
وحد الصوت ما تحقق سماعه فكل متحقق سماعه صوت وكل ما لا يتأتى سماعه ليس بصوت وصحة الحد كونه مطردا منعكسا وقول من قال إن الصوت هو الخارج من هواء بين جرمين فغير صحيح لما يوجد سماع الصوت من غير ذلك كتسبيح الأحجار وتسبيح الطعام وتسبيح الجبال وشهادة الأيدي والأرجل وقال تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده وقال تعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من