الرحمن جسما خلقه وأمر ملائكته بحمله قال ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وأمية يقول .
مجدوا الله فهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا .
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس ... وسوى فوق السماء سريرا .
قال مما يدل على أن الإستواء ههنا ليس بالإستيلاء أنه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالإستيلاء عليه دون سائر خلقه إذ هو مستول على العرش وعلى الخلق ليس للعرش مزية على ما وصفته فبان بذلك فساد قوله .
ثم يقال له أيضا إن الإستواء ليس هو الإستيلاء الذي هو من قول العرب استوى فلان على كذا أي إستولى إذا تمكن منه بعد أن لم يكن متمكنا فلما كان الباري D لا يوصف بالتمكن بعد أن لم يكن متمكنا لم يصرف معنى الإستواء إلى الإستيلاء .
ثم ذكر ما حدثه نفطويه عن داود بن علي عن ابن الأعرابي وقد مر ثم قال فإن قيل ما تقولون في قوله أأمنتم من في السماء قيل له معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش كما قال فسيحوا في الأرض بمعنى على الأرض