@ 100 @ ضد القسط وهو جاهكم وسمتكم الذي تبذلون فيه الأعمار والأموال ، وإقامة الوجه عند كل مسجد لا تفعلونها ؛ إن فعلتم صليتم صلاة لا تجزيء والإخلاص منكر عندكم ، ودينكم الذي ترجون به الثواب هو الشرك . | إذا فهمت هذا فتأمل أحوال من تعرف ونزّل هذه الآية على أحوالهم ترى العجب . ثم قال : ! 2 < كما بدأكم تعودون > 2 ! أي لا بد أن يخلقكم للبعث كما بدأ خلقكم من نطفة . ثم قال : ! 2 < فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة > 2 ! فهذا القدر يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، فجمع في هذه الآية الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان بالشرع والإيمان بالقدر ؛ وذكر فيها تفصيل الشرع الذي أمر به ، وذكر حال من عكس الأمر فجعل المنكر معروفاً والمعروف منكراً ؛ ثم ختم الآية بهذه المسألة العظيمة ، وهي ! 2 < إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون > 2 ! ، فلا أجهل ممن هرب عن طاعة الله واختار طاعة الشيطان ، ومع هذا يحسب أنه مهتد مع هذا الضلال الذي لا ضلال فوقه والله أعلم .