@ 10 @ | ! 2 < الرحمن الرحيم > 2 ! اسمان مشتقان من الرحمة أحدهما أبلغ من الآخر ، مثل العلام والعليم ، قال ابن عباس : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر من الآخر رحمة . وأما الفاتحة فهي سبع آيات : ثلاث ونصف لله ، وثلاث ونصف للعبد ، فأولها ! 2 < الحمد لله رب العالمين > 2 ! فاعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري ، فأخرج بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك من نوع الشكر ، وقوله : على الجميل الاختياري أي الذي يفعله الإنسان بإرادته ، وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً لا حمداً ، والفرق بين الحمد والشكر : أن الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواءً كان إحساناً إلى الحامد أو لم يكن والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور ، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر ، لأنه يكون على المحاسن والإحسان ، فإن الله يحمد على ما له من الأسماء الحسنى ؛ وما خلقه في الآخرة والأولى ، ولهذا قال : ! 2 < الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا > 2 ! الآية وقال : ! 2 < الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض > 2 ! إلى غير ذلك من الآيات . | وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام ؛ فهو أخص من الحمد من هذا الوجه ؛ لكنه يكون بالقلب واليد واللسان ، ولهذا قال تعالى : ! 2 < اعملوا آل داود شكرا > 2 ! والحمد إنما يكون بالقلب واللسان ، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه ، والحمد أعم من جهة أسبابه .