@ 28 @ | وقال : ذكر بعض ما في قوله تعالى : ^ ( قل أتحاجونا في الله وهو ربنا وربكم ) ^ إلى قوله : ! 2 < يعلمون > 2 ! من بيان الحق وإبطال الباطل . | الأولى : إذا كانت المحاجة في الله سبحانه من أقرب ما يكون إليه من المختلفين في مسألة التوحيد ، وبيان ذلك بمعرفة الله تعالى فيما اجتمعنا وإياكم عليه ، ومعرفة حالنا وحالكم في المسألة ، وذلك أنا مجمعون على استوائنا وإياكم في العبودية ، بخلاف ملوك الدنيا ، فإن بعض الناس يكون أقرب إليهم من بعض بالقرابة وغيرها ، ونحن مجمعون أيضاً أنه لا يظلم أحداً من عبيده ، بل كل نفس ! 2 < لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت > 2 ! ، بخلاف ملوك الدنيا فإنهم يأخذون مال هذا ويعطونه هذا ؛ فإذا كان الأمر كذلك فكيف تدعون أنكم أولى بالله منا ، ونحن له مخلصون وأنتم به مشركون ؟ وكيف يظن به أنه يساوي بين من قصده وحده لا شريك له ، ومن قصد غيره وأعرض عنه ؟ وهل يظن عاقل أو سفيه برجل من بني آدم خصوصاً إذا كان كريماً ، أن من قصده وضاف عنده يكرهه ولا يضيفه ، ويخص