@ 144 @ | ^ ( قال : لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركْتُ ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون . واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون . يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار . ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سمَّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا سلله أمر ألاَّ تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ^ يقول عليه السلام إني عليم بتعبير الرؤيا هذه وغيرها ( فلا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله ) قبل إتيانه فكيف بغير ذلك ؟ ففيه مسائل : | الأولى : ذكر العالم أنه من أهل العلم عند الحاجة ، ولا يكون من تزكية النفس . | الثانية : إضافة هذه النعمة العظيمة إلى معطيها سبحانه وتعالى لا إلى فهم الإنسان واجتهاده . | الثالثة : ذكر سبب إكرام الله له بهذا الفضل وهو الترك والفعل ، فترك الشرك الذي هو مسلك الجاهلين ، واتبع التوحيد الذي هو سبيل أهل العلم من الأنبياء وأتباعهم . | الرابعة : ذكره أنه من هؤلاء الأكرمين فانتسب إلى البيت الذي هو أشرف بيوت أهل الأرض ، وهذا جائز على غير سبيل الافتخار خصوصاً عند الحاجة .