أغنياء صحاحا حتى خرجوا من الدنيا وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبوا أن يأكلوا منها ندامة سالت منها أشفارهم وبقيت حسرتها في قلوبهم إلى يوم الممات قال فكانت المائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبلت بنو إسرائيل إليها من كل مكان يزاحم بعضهم بعضا الأغنياء والفقراء والنساء والصغار والكبار والأصحاء والمرضى يركب بعضهم بعضا فلما رأى ذلك جعلها نوائب بينهم وكانت تنزل غبا وتنزل يوما ولا تنزل يوما كناقة ثمود ترد ماءهم يوما وتغيب عنهم في رعيها يوما فلبثوا في ذلك أربعين يوما تنزل غبا عند ارتفاع الضحى فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قاموا ارتفعت عنهم بإذن الله تعالى إلى جو السماء وهم ينظرون إلى ظلها في الأرض حتى توارى عنهم فأوحى الله D إلى نبيه عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن اجعل رزقي في المائدة لليتامى والفقراء والزمني دون الأغنياء من الناس فلما فعل ذلك ارتاب بها الأغنياء وغمصوا ذلك حتى شكوا فيها وشككوا فيها الناس وأذاعوا في أمرها القبيح والمنكر وأدرك الشيطان منهم حاجته وقذف وساوسه في قلوب المرتابين حتى قالوا لعيسى عليه السلام أخبرنا عن المائدة ونزولها من السماء فإنه قد ارتاب بها بشر منا كثير قال عيسى عليه السلام هلكتم وإله المسيح طلبتم المائدة إلى نبيكم أن يطلبها لكم إلى ربكم فلما أن فعل كذبتم بها وشككتم فيها فابشروا بالعذاب فإنه نازل بكم إلا أن يرحمكم الله تعالى فأوحى الله D إلى عيسى