النبيين ثم خيار الناس بعدهم ابتلى الله D آدم عليه السلام أول خلقه وهو خيرته وصفوته من خلقه خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكة وأسكنه جنته وأكرمه بكرامة لم يكرمها أحدا من خلقه قبله ولا بعده ثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا من حين خلقها الله D وذلك الخروج من الجنة وهي المصيبة التي لا جبران لها فمن مثل آدم ومن هذا ليس له أسوة حسنة وعزاء عظيم بآدم ثم ابتلى الله من بعده بالحريق والجلاء وابتلى إسحاق عليه السلام بالذبح ويعقوب بالحزن والبلاء وعمى البصر ويوسف عليه السلام بالرق وأيوب عليه السلام بالسقم والمال والولد ويحيى عليه السلام بالذبح وزكريا عليه السلام بالقتل وعيسى عليه السلام بالأسر وخلق من خلق الله D كثير لا يحصيهم إلا الله D فلما فرغ من هذا الكلام عارضوا كلامه وأجابوه فأحسنوا إجابته ثم قال لهم انطلقوا بنا نعز أم الإسكندروس وننظر كيف صبرها فإنها أعظمت مصيبة في ابنها لما دخلواعليها قالوا لها هل حضرت الجمع أو سمعت الكلام قالت لهم ما غاب عني من أمركم شيء ولا سقط علي من كلامكم شيء وما كان منكم أحد أعظم مصيبة في الإسكندروس مني ولقد صبرني الله D ورضاني وربط على قلبي وإني أرجو أن يكون صبري وعزائي في القوة والتسليم بقدر عظم مصيبتي وإني لأرجوأن يكون أجري وثوابي على قدر ذلك وإني