الخامس ينبغي لكل أحد أن يكون له غيرة على هذا النسب الشريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه أحد إلا بحق ولم تزل أنساب أهل البيت النبوي مضبوطة على تطاول الأيام وأحسابهم التي بها يتميزون محفوظة عن أن يدعيها الجهال واللئام قد ألهم الله من يقوم بتصحيحها في كل زمان ومن يعتني بحفظ تفاصيلها في كل أوان خصوصا أنساب الطالبيين والمطلبيين ومن ثم وقع الاصطلاح على اختصاص الذرية الطاهرة ببني فاطمة من بين ذوي الشرف كالعباسيين والجعافرة بلبس الأخضر إظهارا لمزيد شرفهم قيل وسببه أن المأمون أراد أن يجعل الخلافة فيهم أي ويدل عليه ما يأتي في ترجمة علي الجواد من أنه عهد إليه بالخلافة فاتخذ لهم شعارا أخضر وألبسهم ثيابا خضرا لكون السواد شعار العباسيين والبياض شعار سائر اليهود في آخر الأمر ثم انثنى عزمه عن ذلك ورد الخلافة لبني العباس فبقي ذلك شعار الأشراف العلويين من بني الزهراء لكنهم اختصروا الثياب إلى قطعة ثوب خضراء توضع على عمائمهم شعارا لهم ثم انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن ثم في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة أمر السلطان الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون أن يمتازوا على الناس بعصائب خضر على العمائم ففعل ذلك بأكثر البلاد كمصر