وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ السليم أي اللديغ ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري ألي أو إلي تشوفت هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك قليل آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
فبكى معاوية وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك .
وسبب مفارقة أخيه عقيل له أنه كان يعطيه كل يوم من الشعير ما يكفي عياله فاشتهى عليه أولاده مريسا فصار يوفر كل يوم شيئا قليلا حتى اجتمع عنده ما اشترى به سمنا وتمرا وصنع لهم فدعوا عليا إليه فلما جاء وقدم له ذلك سأل عنه فقصوا عليه ذلك فقال أو كان يكفيكم ذاك بعد الذي عزلتم منه قالوا نعم فنقص عنه مما كان يعطيه مقدار ما كان يعزل كل يوم وقال لا يحل لي أن أزيد من ذلك .
فغضب فحمى له حديدة وقربها من خده وهو غافل فتأوه فقال تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنم فقال لأذهبن إلى من يعطيني تبرا ويطعمني تمرا فلحق بمعاوية