سعد من ذلك فابن مسعود أولى لأنه كان يجبه عثمان بما لا يبقي له حرمة ولا أبهة أصلا بل رأى عمر أبيا يمشي وخلفه جماعة فعلاه بالدرة وقال إن هذا فتنة لك ولهم فلم يتغير أبي على أن عثمان جاء لابن مسعود وبالغ في استرضائه فقيل قبله واستغفر له وقيل لا وكذلك ما وقع له مع أبي ذر فإنه كان يتجاسر عليه بما يخرم أبهة ولايته فما فعله معه ومع غيره إنما هو صيانة لمنصب الشريعة وحماية لحرمة الدين وإن عذر أبو ذر بقصده منه أن يجري على ما كان عليه الشيخان على أنه جاء أن أبا ذر إنما اختار التحول اعتزالا للناس مع أمر عثمان له بعدمه وقوله له أقم عندي تغدو عليك اللقاح وتروح فقال لا حاجة لي في الدنيا وقضية عبادة باطلة من أصلها وكذا قصة عبد الرحمن بن عوف Bهما وإنما كان مستوحشا منه لأنه كان يجبهه كثيرا ولم يضرب عمارا إنما ضربه غلمانه لما كرر إرسالهم إليه ليجيء إلى المسجد حتى يعاتبه في أشياء نقمها عليه وهو يعتذر إليه فلم يقبل وقد حلف عثمان وغلظ أنه لم يأمرهم بذلك ثم بالغ في استرضائه وظهر منه ما يدل على أنه رضي عنه .
و فعله بكعب ما ذكر فعذره فيه أنه كتب إليه فأغلظ عليه ثم استدرك عثمان ذلك فبالغ في استرضائه فخلع قميصه ودفع إليه سوطا ليقتص منه فعفا ثم صار من خواصه