كان متبسطا في التجارات فلعله حمى سفنه أن لا يركب فيها غيره وفوض لزيد بن ثابت نظر بيت المال ففضلت منه فضلة فصرفها في عمارة ما زاده في مسجده فتقولوا أنه صرفها في عمارة دوره كما تقولوا أنه حمى لنفسه مع أنه حمى لإبل الصدقة وأنه أقطع أكثر أراضي بيت المال مع أنه إنما أذن في الإحياء على أنه عوض أشراف اليمن مثل ما تركوه من أراضيهم لما جاءوا إلى المدينة ليستمروا بها تجاه الأعداء وذلك فيه مصلحة عامة فلا يعترض به .
و منها أنه حبس عطاء ابن مسعود وأبي بن كعب ونفى أبا ذر إلى الربذة وأشخص عبادة بن الصامت من الشام إلى المدينة لما اشتكاه معاوية وهجر ابن مسعود وقال لابن عوف إنك منافق وضرب عمار بن ياسر وانتهك حرمة كعب بن عجرة فضربه عشرين سوطا ونفاه إلى بعض الجبال وكذلك حرمة الأشتر النخعي .
و جواب ذلك أن حبسه لعطاء ابن مسعود وهجره له فلما بلغه عنه مما يوجب ذلك إبقاء لأبهة الولاية لا سيما وكل منهما مجتهد فلا يعترض ما فعله أحدهما مع الآخر نعم زعم أن عثمان أمر بضربه باطل ولو فرضت صحته لم يكن بأعظم من ضرب عمر لسعد بن أبي وقاص بالدرة على رأسه حيث لم يقم له وقال إنك لم تهب الخلافة فأردت أن تعرف أن الخلافة لا تهابك ولم يتغير