وإلا فهو مات بالسم أيضا لما في الحديث الصحيح أنه صرح في مرض موته أنه من أكلة خيبر وأن تلك الأكلة لا زالت تعاوده حتى انقطع أبهره .
و أخرج الواقدي والحاكم عن عائشة قالت أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة وكان يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الصلاة وتوفي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة .
و أخرج الواقدي من طرق أن أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف فقال أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني فقال أبو بكر وإن يكن فقال عبد الرحمن هو والله أفضل من رأيك فيه ثم دعا عثمان ابن عفان فقال أخبرني عن عمر فقال أنت أخبرنا به فقال على ذلك فقال اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله وشاور معهما سعيد ابن زيد وأسيد بن حضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار فقال أسيد اللهم أعلمه الخير بعدك يرضى للرضا ويسخط للسخط الذي يسر خير من الذي يعلن ولن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه .
و دخل عليه بعض الصحابة فقال له قائل منهم ما أنت قائل لربك إذا سألك عن تولية عمر علينا وقد ترى غلظته فقال أبو بكر أبالله تخوفني أقول اللهم استخلفت عليهم خير أهلك ابلغ عني ما قلت من ورائك ثم دعا عثمان فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن