وفينا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مبيض من الصبح ساطع يبيت يجافي جنبهعن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجع فقال سبحان الله من لم يعرف هذا هذا في حم عسق فقالوا ما قصر أبوك في أدبك فقال لهم أفكان يتغافل عني كتغافل آبائكم عنكم ونبأنا في هذا المعنى أن رجلا قدم ابنا له إلى القاضى فقال اصلح الله القاضي إن هذا أبني يشرب الخمر ولا يصلي فقال له القاضي ما تقول ياغلام فيما حكاه أبوك عنك قال يقول غير الصحيح إني أصلي ولاأشرب الخمر فقال أبوه أصلح الله القاضي أتكون صلاة بلا قراءة فقال القاضي يا غلام تقرأ شيئا من القرآن قال نعم وأجيد القراءة قال أقرأ فقال بسم الله الرحمن الرحيم علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا إن دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا فقال أبوه والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين الا البارحة لأنه سرق مصحفا من بعض جيراننا فقال القاضي قبحكم الله أحدكما يقرأ كتاب الله ولا يعمل به وعن المزني أنه قال سمعت الشافعي يقول قرأ رجل فما لكم في المنافقين قيس قيل فما قيس قال يقتاسون به قال حدثني أبو بكر محمد بن جعفر السواق قال كان على وعد أنفذه لابن عبدان الصيرفي فأخرته لضرورة فجاءني يقتضيني وقال لي في عرض الخطاب أقول لك يا أبا بكر كما قال الله تعالى وشديد عادة متنزعة فقلت إنا لله وإنا اليه راجعون والله ما قال من هذا شيئا فاستحيا وقام فما عاد لي أياما فلما حضرت الدراهم أنفذتها اليه وعن يحيى بن أكثم قال قدم رجل ابنه إلى بعض القضاة ليحجر عليه فقال فيم قال للقاضي أصلحك الله إن كان يحسن آيتين من كتاب الله فلا تحجر