ومن أعجب التغفيل اتخاذ الاصنام آلهة فالآله ينبغي أن يفعل لا أن يفعل ومن التغفيل بنيان نمرود الصرح ثم رمييه بنشابه ليقتل بزعمه اله السماء أتراه لو كان خصمه في مكان فرأى قوسا موتورة إلى جهته أما كان يمكنه أن ينزوى عنها ومن أعظم التغفيل ما جرى لأخوة يوسف في قولهم أكله الذئب ولم يشقوا قميصه وقصتهم مع يوسف في قوله إن الصاع يخبرني بكذا وكذا ومن التغفيل ادعاء هاروت وماروت الاستعصام عن الوقوع في الذنب ومقاومة الأقدار فلما نزلا من السماء على تلك النية نزلا ومن عجيب التغفيل قول بني اسرائيل لموسى وقد جاوز بهم البحر اجعل لنا إلها وقول النصارى إن عيسى اله أو ابن اله ثم يقرون ان اليهود صلبوه فادعاؤهم الالهية في بشر لم يكن فكان ولا يبقى إلا بأكل الطعام والآله من قامت به الأشياء لا من قام بها فظنهم انه ابن الاله والبنوة تقتضي البعضية والمثلية وكلاهما مستحيل على الآله وقولهم إنه قتل وصلب فيقرون عليه بالعجز عن الدفع عن نفسه وكل هذه الاشياء تغفيل قبيح ومن أعجب التغفيل اعتقاد المشبهة الذين يزعمون ان المعبود ذو أبعاض وجوارح وانه يشبه خلقه مع علمهم ان المؤلف لا بد له من مؤلف ومن أعجب التغفيل أن الرافضة يعلمون إقرار علي بيعة أبي بكر وعمر واستيلاده الحنفية من سبي أبي بكر وتزويجه أم كلثوم ابنته من عمر وكل ذلك دليل على رضاه ببيعتهما ثم فيهم من يكفرهما وفيهم من يسبهما ويطلبون بذلك على زعمهم حب علي وموافقته وقد تركوها وراء ظهورهم